أصبحت «البرامج المميزة» أو ما تسمى ب«الساعات المعتمدة» وسيلة جديدة للتعلم طبقتها العديد من الجامعات الحكومية، لاسيما جامعة القاهرة والتى تضم أكثر من 30 برنامجًا للتعليم المتميز فى العديد من الكليات داخل الجامعة يتصدرها كلية الهندسة، حيث تطبق العديد من البرامج المميزة ومنها برنامج هندسة الاتصالات والحاسبات وهندسة البترول والبتروكيميات. وتأتى كلية التجارة جامعة القاهرة، حيث طبقت برنامج جورجيا بالتعاون مع جامعة ولاية جورجيا، وكذلك كلية العلوم وكلية الزراعة بجامعة القاهرة. أيضًا، جامعة عين شمس كان لها نصيب كبير فى تطبيق نظام الساعات المعتمدة من خلال كلية الطب والهندسة والصيدلة، وجاءت العديد من الجامعات التى طبقت فكرة «البرامج المميزة» أو «الساعات المعتمدة»، ويرى البعض أنها تقدم تعليما متميزا لطلاب الجامعات، بينما يراها البعض الآخر بداية الطريق لخصخصة الجامعات وتفتح الطريق أمام المجاملة والمحسوبية. يقول دكتور خالد سمير )الأستاذ بكلية طب عين شمس(: «الادعاء بأن الساعات المعتمدة نظام جديد للتعليم كلام غير منطقى والكلام عن الأفضل وغير الأفضل هو كلام نظرى للتسويق، فنظام الساعات المعتمدة هو مجرد نظام آخر لقياس كمية المعلومات أو لقياس طول وقت التعلم ولكن المحاضرات التى تعطى للطالب فى النظام العادى هى نفس المحاضرات التى يدرسها الطالب فى نظام الساعات المعتمدة والفصل بينهم هو فصل شكلى وليس حقيقيا هو فقط يعد أكثر دقة فى قياس كمية التعليم»، وتابع: «إذا لم يلتزم الطالب فلم يحدث أى جديد ولن يختلف الأمر عن مجرد قرار وزارى «شلنا ستة إبتدائى ورجعنا ستة إبتدائى»، لأنه لم يحدث تطوير فى نظم القياس فالمحاضرات واحدة والملخصات كما هى ولم يحدث تطوير بشأن أبحاث علمية تقدم من قبل الطلبة بل على العكس نظام الساعات المعتمدة قد يكون سببا لفتح باب الفساد لأنه يكون للمحاسيب من خلال طرق الانتداب والتى تتوقف على العلاقات القوية». وأشار إلى أنه يعمل فيه ولكنه لم يحصل على أى مقابل لأن تخصصة جراحة قلب الأطفال وهو تخصص دقيق جدًا، كما أنه لا يترك للطالب المواد إلى يرغب فى دراستها فمن الصعب تطبيق ذلك فى كليات الطب قد يكون ذلك فى بعض الكليات النظرية. إيجابيات أما د. محمد البنا )منسق أكاديمى للمستوى فى برامج الساعات المعتمدة أستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس( فيرى أن نظام الساعات المعتمدة تجمع بين الجامعات الحكومية ومزايا الجامعات الخاصة ومنها فى حالة رسوب الطالب فى أحد المقررات يقوم بتسجيلها فى التيرم الآخر، كما أن هناك «تيرم صيفى» من حق الطالب أن يدرس فيه، وكل تيرم يحتوى على ستة مقررات وتعد السنة الأولى من دراستة كما لو كانت سنة عادية. وقال: بعد ذلك يكون للطالب الحق فى اختيار المواد التى يدرسها من خلال لجنة الإرشاد الأكاديمى وهى ليست موجودة فى كل الجامعات بالنظام المطبق فى كلية الهندسة جامعة عين شمس لأنها ليست فقط تساعد الطالب فى اختياره للمواد وإنما تقوم بحل أى مشكلات تواجه الطلاب، وأوضح أنه لا يوجد بالنظام أى نوع من أنواع المجاملة فى من يتم اختيارهم من أعضاء هيئة التدريس داخل هذه البرامج المميزة لأن عضو هيئة التدريس واحد سواء فى النظام العادى أو نظام الساعات المعتمدة، حيث يعرض الأستاذ برنامجًا ليقوم بالتدريس فى نظام الساعات المعتمدة وقد يقبل أو لا يقبل يتوقف ذلك على أن يكون الأستاذ ملتزمًا بمضمون المادة التى يدرسها وكذلك الأسئلة التى يضعها للطلبة ولا توجد مشكلة بينه وبين الطلاب ايضا من الممكن أن يأتى عضو هيئة تدريس من خارج الجامعة للتدريس فى هذة البرامج. ونبه إلى أن عدد الطلاب فى نظام الساعات المعتمدة 80 طالبا والمحاضرات تعد واحدة للطلاب فى النظام العادى والطالب فى الساعات المعتمدة ولكن استجابة الطالب هى التى تفرق حيث إن الطالب الشاطر شاطر فى كل مكان حسب تعبيره، مشيرًا إلى أن مصروفات هذا العام للطلاب الجدد زادت بمعدل 20% عن العام السابق وهى زيادة ثابتة للطلاب الجدد فقط خلال السنة الأولى لهم بالجامعة و فى المتوسط وصلت المصروفات لطلاب إعدادى هذا العام إلى 40 ألف جنيه فى السنة وهى لا تزيد بل تظل كما هى حتى تخرج الطالب من كليته فقط تزيد كل عام 20% للطلبة الجدد خلال السنة الأولى من سنوات دراسته. حرية وتوضح دكتورة عزة لاشين )عميدة كلية الهندسة جامعة المنوفية( أن الكلية بها ثلاثة برامج تطبق نظام الساعات المعتمدة البرنامج الأول بعنوان هندسة كهربائية وبدأ فى تطبيقة منذ عام 2006 وبرنامج الطاقة الجديدة والمتجددة وطبق فيه الساعات المعتمدة خلال عام 2016 وأخيرا برنامج ليكترونيك ويصل عدد الطلاب فى المحاضرة إلى 50 طالبا ويقوم بالتدريس لهم أساتذة الكلية الذين يقومون بالتدريس فى النظام العادى. وأضافت: الطالب من حقة اختيار المقرر الذى يدرسه وذلك من خلال مرشد أكاديمى يوضح له نوعية المواد التى تدرس والمواد التى يجب أن يقوم بتدريسها قبل مواد أخرى ولكن ليس له الحق فى اختيار أستاذ المادة الذى يتم اختياره من خلال قواعد معينة منها أن يكون متخصصا فى القرص الذى يقوم بتدريسة ويختلف القرص للطالب فى نظام البرامج المميزة والذى يعتمد من المجلس الأعلى للجامعات عن الذى يدرس للطالب العادى. وتشير لاشين إلى أن المصروفات هذا العام للطلبة الجدد تصل إلى 11000 ألف جنيه بمعدل 5400 فى التيرم، حيث تصل الساعات المعتمدة تقريبًا إلى 18 ساعة وتقدر الساعة ب300 جنيه. ويقول دكتور عربى كشك )عميد كلية حاسبات ومعلومات جامعة المنوفية(: إن أهم ما يميز نظام الساعات المعتمدة هو إلغاء فكرة الرسوب امام الطالب ويكون له الحق فى دخولها فى وقت لاحق أو استبدالها بمادة أخرى إذا لم تكن إجبارية، كما من حقه اختيار المقرر الذى يدرسه، مشيرًا إلى أن كلية حاسبات ومعلومات ولأول مرة تطبق نظام الساعات المعتمدة من خلال قسم جديد بالمصروفات يطبق برنامجًا مميزًا بعنوان: «الحوسبة والمعلوماتية الحيوية» وتصل المصروفات إلى 4500 جنيه فى التيرم أى بمعدل 9000 جنيه فى السنة، مشيرًا إلى أن هناك إقبالاً كبيرًا على القسم، حيث تقدم له 154 طالبًا فى حين أن المطلوب 75 طالبًا فقط ومن قام بدفع المصروفات هم 60 طالب حتى الآن ويتم الأن الإعداد لعمل قسم جديد بعنوان هندسة البرمجيات تم أخذ الموافقة عليه من المجلس الأعلى للجامعات وسيفتح من العام الدراسى المقبل «2018، 2019». وتقول هدى حسن الأستاذ بجامعة حلوان أن نظام الساعات المعتمدة له ضوابط وإجراءات غير متوفر تطبيقها فى مصر فمن الضرورى قبل تطبيق برنامج الساعات المعتمدة وجود إدارة منفصلة داخل الجامعة تسمى إدارة التسجيل والإرشاد ليس لها علاقة بالطالب أو عضو هيئة التدريس يقوم الطالب بتسجيل المواد التى يرغب فى تدريسها من خلال هذه الإدارة التى توضح له طبيعة المقررات وعلى الطالب أن يختار من هذه المقررات المواد التى يدرسها كما أنه يقوم باختيار مدرس المادة مشيرة إلى أن هذا ما يحدث فى دول العالم بالإضافة أن البرنامج مطبق على الطلاب خلال المرحلة الثانوية مما يجعل الطالب مؤهلا لهذا النظام ولديه وعى كامل به يمكنه من الاختيار.