إذا أردت أن تعرف أى شعب فى العالم أنظر إلى برلمانه ومن يمثله. وبعدها سوف تعرف أى الشعوب يستحق رمى الورود عليه، أو ضربه بالأحذية... (ونستون تشرشل). لاشك ان بعض نواب المجلس اتخذوا طريقهم للوصول إلى مقاعدهم تحت القبة عبر أشلاء من ضمائر معطلة ونفوس زهيدة الأثمان تمثلت فى أصوات انتخابية مدفوعة الأجر. فالشعب الذى جردته الأنظمة الحاكمة من القدرة على التفكير وجعلته لا يستمرئ مجرد الحديث خارج دائرة اهتمامه التى تنحصر فى مشاكله الحياتية ومعاناته اليومية لا يمكن ان يعبر عن ارادته ورغبته الحقيقية فى اختيار من يمثله بصدق وشفافية. ومن راهن على نتائج الانتخابات البرلمانية لدورات سابقة عديدة كان رهانه الحقيقى على امكانية حشد الآلاف من هذه التركيبة المجتمعية صاحبة الأصوات الرخيصة ناقصة الوعى، سهلة الاستدراج والتأثير عليها لا سيما لو كان المدخل لاستمالتها مع المقابل المادى هو الإيهام والإقناع بأن التصويت لصالح مشترى الأصوات المتاجر بالدين هو ارضاء الله. أو تعبيرًا عن حب الوطن ان كان المرشح متشدقًا بالوطنية مدعيًا للشرف. ولقد شهدت الانتخابات السابقة كل محاولات المرشحين فى الحصول على الأصوات. فمنهم من كان يتوقف بموكبه أمام المقاهى ليصافح كل من فيها وينحنى ليقبل رؤوس العجائز ويمازح ماسح الأحذية وبائعة المناديل الورقية. ومنهم من جعل مقره الانتخابى )كافيه( لتناول المشروبات )بأنواعها( للهتيفة وعابرى السبيل. فاز بهذه الآلاعيب من فاز وبفوزه وحصوله على كارنيه المجلس انقطعت صلته بالدائرة. لا يأتيها ان كان مقيمًا خارجها إلا زائرًا لأمه أو أبيه، أو معزيًا فى مأتم كبير لإحدى العائلات المعروفة. وهكذا.. لذلك أطالب ان تتضمن لائحة المجلس مادة تلزم النائب بعقد مؤتمر جماهيرى دورى لأبناء دائرته يتم تصويره من اللحظة الأولى لانعقاده. بحيث يعرض فى عشر دقائق )مثلا( كلمته فى المجلس. أو ما قام به من اتصالات أو ما قام به من خدمات أو قدمه من طلبات خلال الفترة السابقة للمؤتمر. ويتحدث عما تقوم به الدولة من مشروعات قومية أو عقد اتفاقات دولية. وتوضيح ما يستشكل على البعض استيعابه.ثم يترك لأهل الدائرة فرصة الكلام والتعبير عن مشكلاتهم ويتلقى طلباتهم التى تستوجب تدخله الشخصى لدى الأجهزة التنفيذية بالدائرة أو خارجها. يقوم النائب بتسليم فيديو المؤتمر إلى لجنة خاصة بمجلس النواب يرأسها رئيس المجلس لتحليل فعاليات المؤتمر وتقييم النائب. ومن البديهى ان يتم التنسيق بين نواب الدائرة الواحدة لتقسيم الشهر على عدد النواب. بذلك يكون التواصل بين النواب وأهل الدائرة مستمرًا مما يحقق الهدف من تمثيلهم لهم كحلقة وصل بين المواطن والحكومة. كما تعمل هذه المؤتمرات المصورة وبعرضها على المجلس على تقييم أداء النواب حتى يتسنى محاسبة من يثبت تقصيره أو استغلال عضويته لمصالحه الشخصية ومعاقبته بالعقوبة المناسبة حتى لو وصلت إلى حرمانه من الترشح دورة قادمة أو اكثر.