قبل دخول هيئة المحكمة قاعة المحاكمة في التاسعة و45 دقيقة..كان الجدل محتدما بين عدد من الإعلاميين والمحامين حول التعطيل الذي حاق بالمحاكمة وأدي لتوقفها لمدة ناهزت علي المائة يوم..وراح الكثيرين يحملون المحامي الذي تقدم بطلب الرد المسئولية عن هذا التعطيل الذي كان الخاسر الوحيد من ورائه الشهداء وأهالي الضحايا. وكان باديا علي المستشار أحمد رفعت رئيس الدائرة الخامسة-جنايات-والتي تحاكم مبارك وولديه وحبيب العادلي وأعوانه الستة..تأثره الشديد مماتعرض له من حملات طيلة الأشهر الماضية..غير أن هذا التأثر الذي بدا علي نبرات صوته قابله بمزيد من الإصرار حول تمسكه بالعهود التي قطعتها هيئة المحكمة لدي بدء نظرها جلسات محاكمة الرئيس السابق في الثالث من أغسطس الماضي. قال المستشار رفعت فيما الصمت راح يلف جنبات القاعة"نحن نؤكد علي العهد الذي قطعناه علي أنفسنا أن نحكم بالعدل..واؤكد أن حق المجني عليهم في رقابنا كما أن حق المتهمين في رقابنا". ومضي يقول"سنسير علي نفس النهج وبمايرضي الله"..مختتما كلمته التي استهل بها الجلسة بالقول"حسبي الله ونعم الوكيل" بعد ذلك نادي علي المتهمين الذين أثبت حضورهم جميعا وعلي رأسهم الرئيس السابق..والذي دخل لقاعة المحاكمة ممددا علي سريره المرضي وفوق جسده ملآة خضراء اللون..بينما أحاط به نجلاه علاء وجمال..فيما جلس حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق مرتديا ملابس السجن الزرقاء وعلي وجهه نظارة سوداء. إستمعت هيئة المحكمة لستة عشر محاميا عن المدعين بالحق المدني..وكافة محاميي المتهمين..وتجاوبت مع مطلب سامح عاشور نقيب المحامين ببدء الجلسات في العاشرة صبيحة إنعقادها في كل جلسة..وكان لافتا أن المحكمة التي قررت تأجيل نظر القضية لجلسة الإثنين القادم الثاني من يناير تجاوبها مع مطالب المحامين..والسماح باستخراج صور من محاضر الجلسات والقضايا المطلوبة وغيرها..لتسود الجلسة حالة من الهدوء قلما شهدتها إبان الجلسات الماضية. غير أن هذا الهدوء لم يخفي بروز بعض التباينات التي تكشفت خلال أعمال الجلسة التي استمرت 95 دقيقة منذ إنعقادها..حيث سجل المحامي ياسر سيد أحمد ملاحظة مهمة حول أن عدد الشهداء المسجل في أوراق القضية قد بلغ 73 شهيدا فقط ..بينما بلغ عدد المصابين 353 مصابا..وهو مايتعارض مع الواقع..وهنا تصدي المحامي العام الأول ليؤكد أن عدد من تم الإنتهاء من تحقيق بلاغاتهم قد بلغ 199 متوفيا..وأنعدد المصابين بلغ 1325 مصابا..مؤكدا أنه سيتم إضافة أية تحقيقات جديدة إلي أوراق القضية حال الإنتهاء منها. النقطة الأخري التي ثار من حولها الجدل تعلقت بالطلب الذي تقدم به المحامي عن المدعين بالحق المدني عثمان الحفناوي والذي فاجأ جمهرة المحامين بطلبه فصل القضيتين 1227لسنة 2011 والمتهم فيها حبيب العادلي وأعوانه والقضية رقم 3642لسنة2011 والمتهم فيها مبارك وولديه وحسين سالم..وهو مارفضته هيئة الدفاع ..وتبرأت من الطلب. المحامي عبدالمنعم الدمنهوري أثار صخبا حين اتهم الثورة المصرية بأنها صناعة أمريكية وإسرائيلية..ماأثار عليه الحضور فاضطر للإنسحاب من القاعة..بينما كان حضور المحامين الكويتيين للدفاع عن مبارك أثرة في تفشي حالة من الغضب الشديد في أوساط المحامين الذين اشتبكوا في مشادة ساخنة مع المحامين الكويتيين. وبعيدا عن كافة الملابسات التي أحاطت بجلسة المحاكمة فإن الجلسة الأولي بعد استئناف الجلسات كانت هادئة إلي حد كبير وتنبيء بتحول جديد في مسار القضية.