تفقد وزير الآثار الدكتور خالد العناني منطقتي طابية النحاسين وكوم الناضورة بمحافظة الإسكندرية لتفقد أعمال الترميم والتطوير بهما. وأوضح مدير عام الآثار الإسلامية بالإسكندرية محمد متولي في بيان أصدرته الوزارة اليوم الخميس، أن زيارة العناني لموقع طابية النحاسين جاء للاطمئنان على سير العمل بمشروع ترميم وتطوير الطابية ، والذي أعدته وزارة الآثار ممثلة في منطقة آثار وسط الإسكندرية بالتنسيق مع مركز الدراسات السكندرية وإدارة البعثات الشاغلة للطابية والإدارة الهندسية وقطاعي الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة. وأشار إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الترميم الرئيسية وهي عبارة عن ترميم الحاصلين رقم 4،5 بالطابية ، والمكونة من خمسة حواصل علوية أسفلها حواصل سفلية ويتقدم مداخل الحواصل خندق صغير، كما يوجد خندق جنوبي في الجهة الجنوبية من الطابية والمطل على شارع السلطان حسين. وأضاف أن الأعمال المتبقية بمشروع الترميم متمثلة في رفع كفاءة الشبكة الكهربائية بالطابية، بالإضافة إلى عمل سور حديدي لحمايتها من الجهة الجنوبية وإنشاء دورات مياه بالموقع ، الأمر الذي من شأنه رفع كفاءة الطابية وتحسين الخدمات بها تمهيدا لوضعها على خريطة السياحة بما يتناسب وأهميتها التاريخية والأثرية. وأوضح أن مشروع ترميم الطابية يتم تحت إشراف منطقة آثار الإسكندرية وبتمويل من مركز الدراسات السكندرية ، لافتا إلى أن الطابية أنشأها جليس بك مهندس الاستحكامات في عصر محمد علي باشا ، فيما بين عامي 1840- 1848 م ، وكانت بمثابة حصن دفاعي حتى عصر سعيد باشا وتحولت بعد ذلك الى مكان صنع الأسلحة والأدوات النحاسية وسميت بطابية النحاسين. واختتم وزير الآثار زيارته بمحافظة الإسكندرية بتفقد موقع كوم الناضورة الأثري للتأكد من تقدم سير أعمال التطوير به والذي يتم بالتعاون مع محافظة الإسكندرية، حيث إنها أُدرجت ولأول مرة ضمن دليل الإسكندرية القديمة وضواحيها. وشملت أعمال التطوير بالموقع بناء سور من السياج الشجري حول المنطقة الأثرية وتجهيز الحديقة المتحفية والتي تضم عددا من شواهد القبور وأعمدة رخامية ومدافع من العصور ، بالإضافة إلى تزويد الموقع بمنظومة إضاءة وتأمين جديدة وشبكة مياه، وإعداد لوحات إرشادية للزائرين ، كما أنه جاري دراسة مدى إمكانية نقل مدفعين أرمسترونج من عصر الخديوي إسماعيل من الدخيلة لموقع كوم الناضورة لإثراء الحديقة المتحفية. ويعود تاريخ موقع كوم الناضورة الأثري الى بداية العصر الإسلامي ، وكان عبارة عن تل ترابي تم استخدامه كمقابر ودفن بها عبد الرحمن بن وعلة السبي المصري التابعي، صاحب بن عباس ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وفي العصر المملوكي تم إنشاء برج أعلى التل لمراقبة حركة السفن بالميناء الغربي ، وفي العصر الحديث تم بناء برج مثمن من أربعة طوابق مكان البرج القديم استُخدِم مركز إشارات لمصلحة الموانئ واستُخدِم مرصدا لمراقبة البحر وحركة السفن وإرشادها.