عادة لا يمضى اليوم الذى نعيشه ونرحل لأخر يتبعه دون التوقف عند سقطة أو زلة يقع بها نجم من النجوم فى عالم الفن أو الغناء ومؤخرا أروقة الإعلام ، بالمختصر كل كائن له نافذه تطل على العيون وتصل مباشرة بحروفها للب العقول هو محل إهتمام الجميع بغض النظر عن نجاحه أو فشله ، فيكفى أن له من الحضور ما يغتال المشاهد ببذخ الطلة والحرف معا . لننسى مع هذه السقطات كل ما هو مهم لتصبح السقطة هى " الحدث الأهم " فى غرابة يفسرها البعض بأنها أشياء مفتعلة لإلهاء الرأى العام عن سياسات الحكومات بما فيها من قلاقل تلمسه حد الغضب أحيانا ، والغريب أن "رحلة السقطة " تبدأ بتوبيخ عارم يليه استنكار ثم استهجان ولا تمر سوى سويعات قليلة حتى يتحول كل هذا الغضب لتعاطف يبرر هذه السقطة ويزخ عبارات المدح على رأس صاحب السقطة ربما لدرجة تجعلة يفكر ، لما لم أفعلها من قبل ؟! ولما لا طالما حققت له مزيد من الشعبية ، وعن الخسائر المعنوية حتما لن يلتفت لها بعدما يبتل ريقه بطوفان المديح الذى يجعله نجم الساعة " اللى مش لماعة " ، إنما هى مغمورة بالغبرة من كل جانب ، تنفث فى الوقت ملوثات الغرائب وتحرق لحظاتها أمام العيون ملايين المرات ولا تكف عن الإحتراق ليبقى لهيب الحدث ! وما يستحق حقا الإهتمام والدراسة والتوغل فى مسبباته ، هو الطريقة العفوية الناعمة التى يتسامح بها الجمهور مع نجومهم مهما بلغت غرابة سقطاتهم ، وإنسيابهم المذهل مع أخبارهم الجديدة مع النسيان التام لما بدر منهم من مساوئ لا تليق بمحبتهم ومكانتهم .. والسؤال هنا .. إذا كان لدينا هذا القدر العظيم من التسامح ، لماذا لا نلمسه فى أجندة المصريين على أرض الواقع ؟ خاصة وأننا لازلنا نعانى من مخلفات الفوضى التى إجتاحت البلاد بعد سنوات مرهقة أتلفت سهوا ثمار الألق المصرى ، وتركت لنا ثمار أخرى غريبة عنا لا تصلح لزراعة ولم نجد إلى الآن طريقة لإقصائها عن تربتنا الأصيلة ! وهذا ما يدفعنى للتساؤل .. هل تتجزأ المبادئ وزاد مع تفتتها معيار التراخى كلما كان الخطأ لامعا ؟ أم أن غبار النجوم لا يخضع لمعايير الأرض ؟ إن كان الأمر كذلك فمرحى بغبرة مصدرها السماء ، علها تقضى على آفات الأرض !