منذ أن بدأت مقاطعة كلا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين لدولة قطر ، وعلى مدار أسبوع كامل والكل يتابع فى ذهول الموقف القطرى المكابر والغامض فى ذات الوقت ، فالطبيعى أن تجلس قطر وتناقش جيرانها فى ما أثار لديهم المخاوف ويحملون له وثائق وبراهين تثبت تورطها فى زعزعة إستقرارهم ، بل أمن وإستقرار الوطن العربى بأكمله ، ولكن ما حدث كان بعيد كل البعد عن ما توقعه أو تخيله أى عربى يحمل فى دمائه قطرة واحدة من دماء القومية العربية ، حيث لجأت قطر وعلى الفور إلى كلاً من إيران وتركيا لتخلق بذلك منافذ جديدة تلبى إحتياجات مواطنيها بمنتجات تركية وإيرانية تأتى جواً وبحراً ، وبالطبع قطر لن تلتفت إلى تكلفة الإستيراد التى زادت أضعاف مضاعفة ، ولن تلتفت إلى غضب جيرانها من دول مجلس التعاون ، ولن تلتفت إلى تزايد عدد الدول المقاطعة ، وأيضاء لن تلتفت إلى إستياء الشعوب العربية من سياساتها المتلاعبة بأوطانهم ومصائرهم وإلا لكانت إلتفتت لهم وقت ما سالت الدماء وتناثرت الأشلاء .. ومضى أسبوع على المقاطعة ، وعن أول ردة فعل للقطريين على أرض الواقع ، بعيدا عن منصات التواصل الإجتماعى وهجمات السوبر ماركت المتخمة ، وأخيرا عبر وفاض فى تعبيره شعب قطر ، فوجدنا المنتخب القطرى لكرة القدم فى مباراته مع منتخب كوريا الجنوبية فى الدوحة أمس ، حيث نزل لاعبيه الملعب بقمصان تحمل صورة أميرهم تميم بن حمد ، وقبل أن أبدى دهشتى من هذا المشهد ، صدمنى تفاوت الملامح بين اللاعبين ، لأعرف لاحقا أن 12 جنسية تلعب تحت أسم منتخب واحد هو قطر ، فهذا الذى عبر وساند أميره ربما لا يدرك أساسا ماهية الأزمة القائمة والقاتمة ولا يهمه كيف بدأت ومتى تنتهى ، وكيف لا ؟ وهم مجموعة من المجنسين على ذمة المال والآمال ! لأعود من جديد إلى جولات وصولات الأغا مع الأمير قبل إرسال القوات التركية لتحمى أرضه ، والحرس الثورى الإيرانى الذى طوق قصره ، وأردد فى بؤرة ذاكرتى كلمات عم نجم " الله يرحمه " دولا مين ودولا مين ؟ ... وأسقط عمدا على طرف كلماته الخالدة وأبدلها بأخرى تواكب الواقع القطرى .. دولا مين ودولا مين .. دولا عساكر مين يا تميم ؟! لأشفق على جزء من عروبتى تناثر فى أنين على أرض قطر ، وأتمنى السلامة لشعبها الذى لا نحمل له سوى تعابير الود والسلام ، وأكاد أن أجزم أن صمتهم هذا لا يعنى إيمانهم المطلق بأميرهم وقراراته الطائشة ، ولا تعنى أيضا إنسلاخهم عن المربع الخليجى بعقديته وثوابته ، وأخشى عليهم من قيادة تستورد البطولات قبل الحماية ، بداية من اللاعبين حتى الجنود ، فمتى نخرج من هذا النفق المظلم ؟ وعلى أى أساس نراهن نحن العرب على عودة قطر لرشدها ولثوبها العربى ؟ ومتى يدرك من لم يدرك بعد أن العرب قوة لا تنفرط ولو تباعدت المسافات ؟ أسئلة كثيرة داهمتنى وأرفقتها بملف الإنتظار ، وما أنقذنى سوى كلمات العم نجم مجدداً .. دولا مين ودولا مين ؟!