اعتدنا من صناع الدراما الرمضانية كل عام، على تقديم أعمال فنية تليق وتناسب الشهر الكريم وتراعى شعور المشاهدين، ولكن فى السنوات الاخيرة ظهر عكس ذلك تماما وأخذ الأمر شكل الصراع بين الأعمال الدرامية لتقديم العديد من مشاهد العرى والعنف، متسلحة بما يسمى «خلطة السبكي» التى تحتوى على الراقصة والمطرب الشعبى والكباريه، بالإضافة إلى الاقتباس من الأعمال الأجنبية التى يتم تمصيرها وتقديمها للمشاهد على أنها من إبداع المؤلف. هذا العام قررت الرقابة العامّة على المصنّفات الفنيّة وللمرة الأولى، تطبيق معايير التصنيف العمريّ لمشاهدة المسلسلات، أسوة بالمعايير المطبّقة على أفلام السينما، وفرضت على كل قناة فضائية توضيح التصنيف العمري، قبل عرض المسلسل، لتوعية الأسرة بخطورة بعض المشاهد على الأطفال وصغار السن، واعتمدت الرقابة أربعة تصنيفات تمّ تطبيقها على مسلسلات رمضان 2017 وهي: «عرض عام» و»عرض إرشاد عائلي» و«عرض فوق 12 عامًا» و»عرض فوق 16».
إلا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، وحدث العكس حيث حققت المسلسلات التى سبق تتراتها لافتات «فوق 16 سنة» و«فوق 18 سنة» نسبة مشاهدة مرتفعة خاصة من جانب الفئات العمرية التى استهدفها المنع، وترددت شائعات فى سوق الدراما مفادها أن عددًا من المنتجين لم يجد ضررًا من وضع تنويهات الرقابة التحذيرية، لا بل إن بعضهم سعى لحصول مسلسله على التنويه لجذب أكبر عدد من المشاهدين.
واحتوت مسلسلات رمضان 2017 على عدد من المشاهد الجريئة ومن بينها مسلسل، واحة الغروب حيث ظهر الفنان خالد النبوى فى الحلقة الثانية من المسلسل مع الخادمة داخل الحمام. كما ظهر فى نهاية الحلقة الثالثة وهو يسبح مع منة شلبى التى تقوم بدور «كاثرين» بالاضافة إلى مشاهد أخرى بينهما احتوت على العديد من الإيحاءات غير اللائقة، وفى مسلسل «الحرباية» ظهرت الفنانة هيفاء وهبى فى برومو المسلسل بعدد من المشاهد الجريئة والتى ستظهر خلال الحلقات اللاحقة من المسلسل. كما ظهرت الراقصة دينا بعدة مشاهدة جريئة فى حلقات المسلسل نفسه، حيث ظهرت فى الحلقة الأولى وهى تقوم بعلاقة غير شرعية داخل غرفة النوم مع منذر رياحنة، كما ظهرت فى حلقة أخرى وهى تقوم بعدة مشاهد إغرائية ل «منذر» أثناء جلوسها على الشباك. وفى مسلسل لا تطفئ الشمس ظهرت الفنانة شيرين رضا فى فراشها برفقة شاب صغير السن، وظهر على ظهرها تاتو لفت أنظار المشاهد.
أما مسلسل «هذا المساء» فحدث ولا حرج، فقد أثار التصنيف العمرى «+18»، الذى وضعه صناع المسلسل، الجدل بين المشاهدين وتنبأ البعض باحتواء العمل على مشاهد مثيرة. وهو ما تحقق فى الحلقة الأولى من خلال مشهد محمد فراج وصديقه يتعاطيان الخمر والحشيش، وتتابعت بعد ذلك خلال الحلقات التالية عدد من مشاهد الإغراء خاصة من بطلتيه أروى جودة وحنان مطاوع.
الدكتور خالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، مستشار وزير الثقافة، قال إن التصنيف العمرى متبع فى كل دول العالم وليس بجديد واضاف ل»الأسبوع» أن هناك بعض القنوات قد امتنعت عن تطبيق ذلك واتخذنا الإجراءات القانونية ضدها، وتابع ان تطبيق هذا القرار هو من اجل المشاهد، كما أن دورنا ليس المنع وأوضح ان التصنيف العمرى يواصله دور الاسرة وتنفيذ ما ظهر منه واشار إلى ان الاعمال التى تعرض لم تأخذ بوضع التصنيف العمرى المسئول عنها القناة والمنطقة الحره فدورنا هو الرقابة وليس المنع.
وتابع: «التصنيف لا يستند إلى المشاهد الخادشة للحياء، والألفاظ المسيئة، والايحاءات الجنسيّة فقط، وإنّما يمتدّ ليشمل مشاهد الدم والرعب، وأنّ التصنيف ملزِم للقنوات المصريّة، ولا يمكن تطبيقه على القنوات التى تبثّ عبر المنطقة الحرة، أو من خارج مصر، وأناشد كلّ الفضائيّات العربيّة التعاون معنا، حرصًا على الأطفال من التأثّر بمشاهد الرعب والدم، والألفاظ الخادشة للحياء».