قالوا عنه أنه الناصح الأمين لرفقاء الدرب وأهم من حولوا النقد السينمائى من جلسات النميمة الى شكل اخر يأخد ملمح الجدية والموضوعية منه نصيبا كبيرا رحل سمير فريد الناصح الأمين ومؤرخ السينما المصرية وأحد أهم أعلام النقد السينمائى العربى عن عمر ناهز 73 عاما قضاها فى خدمة الفن الراقى منذ تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية 1965. عمل صحفيا بجريدة الجمهورية وتناول فى مقالات رفيعة المستوى السينما وأحوالها من خلال ثقافته الرفيعة التى اعتمدت على قراءة كتب الأدب العالمى لتجد كتبه المهمة فى مجال النقد السينمائى تتحدث عن عالم السينما بنوع من التفرد صاغه فريد فى بعض كتبه التى وصلت الى 13 كتابا منها «أدباء العالم والسينما» و«شكسبير، كاتب السينما» «نجيب محفوظ والسينما». ولم يكتف سمير بذلك بل واصل رحلته مع السينما والنقد الذى يهدف الى الرقى والتغيير للأفضل. فقد كان يؤمن بداخله بهدف يجعله حريصا على مواجهة كل صور التخلف ومحاولة تصحيح الأوضع يشجعه فى ذلك الحس الثورى بداخله فقد كان يرى نفسه واحدا من الجيل الذى شهد حرب 67 وفشل الاشتراكية ثم فشل الانفتاح، ولكنه كان يرى أن معيار الناقد الناجح هو أن يكون له منهج محدد يحكم عمله. رحل سمير بعد صراع طويل مع المرض لكنه قبل الرحيل ترك رصيدا هاما فى السينما المصرية منها إصدار ثلاث مجلات سينمائية منذ 1969، كما صدر له 50 كتابا مؤلفا ومترجما. جعلت مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين تعلن على الفور إطلاق اسمه على جائزة الجمعية التي تمنحها جميع لجان تحكيمها في المهرجانات المصرية، تكريمًا لدوره التاريخي في إثراء الثقافة السينمائية في مصر والعالم العربي. وكان الراحل قد حصل على تكريمات متعددة وجوائز هامة أبرزها تكريم مهرجان برلين السينمائي الدولي، له فى دورته الأخيرة ومنحته جائزة "كاميرا البرلينالي" التقديرية في حفل خاص في فبراير الماضي. كأول ناقد من منطقة الشرق الأوسط يكرمه المهرجان ويمنحه هذه الجائزة، وفى الاحتفال الذى أقيم على شرفه أكد الناقد الألمانى كلاوس إيدر، رئيس الاتحاد الدولى للنقاد، أن «فريد» تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأعمال السينمائية، التى حصد بسببها ميدالية مهرجان "كان" الذهبية عام 2000، والجائزة التقديرية للنقد السينمائي في الهند فى مهرجان أوسيان بنيودلهي . يشهد تاريخ السينما لسمير فريد بالتفوق ومحاولة فتح أفاق جديدة للأعمال المتميزة بل اهتمت المهرجانات بما يكتبه وينشره من نقد وآراء فنية. واستفادت المهرجانات العربية من خبرته السينمائية الطويلة سواء بادارته لهذه المهرجانات حيث تولى منصب المدير الفنى لمهرجان القاهرة السينمائى عام 1985، ومديراً لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة عام 1995، ومديراً لمهرجان القاهرة الدولى لسينما الطفل فى دورة عام 1998. وكان صاحب فكرة إنشاء المهرجان القومى للسينما. وطوال حياته لم يبخل على هذه المهرجانات بالنصح والارشاد وكان واحدا من الذين تصدوا للدفاع عن حرية الرأي وواجه تسلط الرقابة على الأفلام السينمائية . ولعل الوسط السينمائى يعرف الدور الكبير الذى قام به حتى تحولت سينما كريم 2 على يديه إلى بؤرة سينمائية رائعة، ومنارة للثقافة الراقية، إذ كان ينتقي الأفلام، ويُنظم أسابيع السينما، ويوزع كتيبات صغيرة تتناول الفيلم المختار. ولا ينسى المتابعون الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2014 والتى ترأسها سمير فريد لدورة واحدة ثم استقال، حيث حرص خلال تلك الدورة على تطبيق مبدأ الشفافية فى كل شىء ليتم خلال هذا المهرجان ولأول مرة فى تاريخه إعلان الموازنة الكاملة له بالوثائق والعقود فى منشور أطلق عليه «دليل المهرجان»، حيث ضم شرح تفصيلي لكل من شارك فى المهرجان بالمسمى الوظيفى له بما حصل عليه كل فرد فى المهرجان من أصغر عامل الى رئيس المهرجان نفسه.