دعت الخميس هيئة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دولتي السودان وجنوب السودان إلي سحب قواتهما من إقليم "أبيي" الغني بالنفط والمتنازع عليه فيما حذر دبلوماسيون غربيون من تزايد التوتر علي الحدود بين البلدين. يشار إلي أن الجيش السوداني قد أكد خلال شهر سبتمبر الماضي أن الخرطوم لن تسحب قواتها من "أبيي" حاليا كما توقعت الأممالمتحدة وهو ما أثار انتقادات حادة من جانب دولة جنوب السودان . وقال هيرفيه لادسو - الرئيس المعين حديثا لهيئة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - أمام مجلس الأمن الدولي إنه يجب علي الدولتين أن تلتزما بسحب قواتهما المسلحة وإنشاء إدارة مشتركة إضافة إلي السماح ببدء جهود الإعمار والمصالحة في إقليم "أبيي". ومن جانبه قال ديفيد بوم تشوت - القائم بأعمال مبعوث الأممالمتحدة في جنوب السودان - لمجلس الأمن إن جيش جنوب السودان قد انسحب بالفعل من الإقليم استجابة لاتفاق شهر يونيو من العام 2011 والموقع عليه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. كان الجيش السوداني قد سيطر علي "أبيي" في شهر مايو الماضي بعد هجوم جيش جنوب السودان علي قافلة عسكرية سودانية ما أدي إلي فرار آلاف المدنيين السودانيين. كما أكد سفير السودان في الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان من جانبه أن القوات السودانية الشمالية لن تنسحب من الإقليم حتي يكتمل انتشار قوات حفظ السلام الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة فيه وقوامها 4000 جندي إثيوبي حيث لم ينتشر حتي الآن سوي أقل من نصف هذا العدد. كان عدد من الدبلوماسيين الغربيين قد زعموا أن حكومة الخرطوم تزيد من صعوبة انتشار القوات الإثيوبية جزئيا عن طريق بطء إصدارها لتأشيرات الدخول لأفراد القوة وغيرها من الوثائق . يذكر أن دولة جنوب السودان قد انفصلت رسميا عن الشمال في شهر يوليو من العام 2011 وهو الأمر الذي أفقد حكومة الخرطوم نحو 75 في المائة من إنتاجها النفطي فيما بقيت بعض المناطق مثار نزاع بين الدولتين مثل إقليم أبيي وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق التي تقع في السودان الشمالي بينما تطمع القوات الموالية لدولة جنوب السودان إلي ضمها إليها.