وتمر هذا الأسبوع ذكرى" الثاني من مارس " يوم اعلان قيام سلطة الشعب ، هذه الذكرى العزيزة على قلب كل ليبي أصيل ولكن بقلب حزين وآهة من أعماق قلوبنا ويا للأسف. مارس الشعب الليبي السلطة الشعبية عبر المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية لأكثر من ثلاثة عقود ، وحتى من لم يشاء ممارسة هذا الحق لا يستطيع أن ينكر حقيقة وجودها حيث كان الشعب الليبي منتظم في مؤتمرات شعبية تناقش السياسات الداخلية والخارجية وتقرها ، وتختار مباشرة أماناتها وأمانات القطاعات النوعية التنفيذية ، وكذلك الحال على صعيد المنشأت والشركات والمؤسسات والنقابات والروابط المهنية. عموماً ، دون اطالة وبإسهاب ، إن لم تكن تلك المدة كافية لأقناع البعض بأهمية السلطة الشعبية آنذاك ، اعتقد أن حجم المأساة التي عاشها ولازال يعيشها الشعب الليبي على أيدي الحكومات الفبرايرية المتعاقبة طيلة الست سنوات الأخيرة كاف كي يجعله يحس بقيمة ما خسره في غياب النظام الجماهيري من حرية ، وكرامة ، وسيادة ، وأمان ، واستقرار . فمنذ ان استولى ماسُمي بالمجلس الانتقالي الليبي زمام السلطة وليبيا تُدار بالترقيع والمسكنّات ، فلا أحد يتحمل مسؤولية أخطائه فضلا أن يعتذر أو يعتزل ، الكل يتفنّن في التنصّل من المسؤولية وإيجاد المبرّرات والشمّاعات ، وامور ليبيا تسير من سيء الى اسوء وتتدحرج المشاكل والأزمات فيها ككرة الثلج وتكبر معها هموم الوطن والمواطن. إذاً لماذا لا ينبري فقط عدة الآف من الليبيين والليبيات ليس لحمل السلاح ، بل حمل اغصان زيتون ورايات بيضاء ، ليقفوا وقفة احتجاج سلمي أمام مقر بعثة الأممالمتحدة ليطالبوا بإستعادة السلطة الشعيبية التي سرقها الحذاق الهلافيت من الشعب الطيب ، ويبلغون مبعوث أمينها العام أن الشعب الليبي يُحمّل مجلس الأمن الدولي المسؤولية الإخلاقية والقانونية والتاريخية عن ماحدث ويحدث في ليبيا عقب التدخل العسكري للتحالف الأجنبي عام2011 تحت مظلة قراره الجائر رقم 1973 ، ويطالبونه بضرورة تصحيح اخطاؤه بما يكفل تمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه في إقرار مستقبله السياسي بنفسه و في بناء دولته المستقلة كاملة السيادة و في إختيار نظام الحُكم الديمقراطي الذي يراه مناسبا. و هذا حق مشروع جاء ضمن الحقوق الثابتة للشعوب المضطهدة في كافة معاهدات الأممالمتحدة. والله ما ضحى أبطالنا وفدوا دمائهم الطاهرة لوقف غازي أجنبي من أجل أن نستبدل مغتصبا أجنبي بمغتصب يتكلم اللهجة الليبية !. كفى صمتاً أيها الشرفاء هِبوا لنقف وقفة عزة وفخار ونقول وبصوت واحد...... كفى عبودية....... كفى ظلما.