استكمالا لمقال انتهاء عهد أوباما دون الندم على رحيله فإننا نضيف إلى ما ذكرناه سابقا بعضا من هذه الأسباب لقد استباح أوباما أراضينا وبلادنا الإسلامية عندما حولها إلي ملاعب للمعارك والقتل والدمار والتهجير وضرب الاقتصاد من أجل مخططات أمريكية وصهيونية فبدلا من مساعدته الفلسطينيين لاسترجاع حقوقهم وفق عهوده وباعتباره رجل قانون فإننا نجده يكافئ إسرائيل مع وداعه الرئاسي بإقراره منحها أكبر مساعدة عسكرية عبر تاريخها منذ 1948 تقدر ب38 مليار دولار تمتد من العام 2019 وحتى 2029 وبما لم يحدث في تاريخ أمريكا من قبل، وبهذا يكون أوباما قد ضمن لإسرائيل وبالمجان تفوقها العسكري والنوعي مقابل مساكين فلسطين الذين لا يملكون قوت يومهم بل ومقابل مساكين العالم من شعوبنا التي مازالت مخدوعة في الوعود والتصريحات الأمريكية التي أضاعت علينا وعليهم الفرص والزمن بسبب مثل هؤلاء الرؤساء الأمريكيين المخادعين والمنافقين الذين يعملون فقط علي تأمين مستقبل ووجود إسرائيل وضمان تفوقها العسكري في المنطقة وتخليهم تدريجيا عن اتفاقية كامب ديفيد وإطلاق العنان لإسرائيل للاستيلاء علي ما تبقي من أرض فلسطين وضمان استمرار الصراع العربي الإسرائيلي، والقضاء علي جيوشنا العربية وتضييقهم الخناق علي مساعدتهم العسكرية لمصر وغيرها من مساوئ ومخططات الغرف الأمريكية المغلقة التي أضرت بنا في عهد أوباما، فهل أدرك حكام بلادنا خطورة وتبعات ذلك أم سيعلقون آمالهم وبالفعل علي الرئيس الأمريكي الجديد ترامب؟. لقد رحل أوباما وترك أفغانستان مكشوفة وبلا أمن وأمان بعد استقواء وعودة طالبان والقاعدة مرة أخرى مع استمرار الحروب والنزاعات والتفجيرات اليومية ولم يفعل لها شيء تتذكره له غير قتل طائراته المتكرر للمدنيين إثر غاراته الأمريكية الخاطئة التي كانت تستهدف طالبان، رحل أوباما بعد أن أشعل ودبر المؤامرات والعقوبات على روسيا منذ تسببه في نشوء أزمة بين أوكرانياوروسيا وتدخله في البلقان مما دفع بروسيا أن تعمل للحفاظ على أمنها وقواعدها العسكرية وتضطر لاسترجاع جزيرة القرم وما نتج عنها من حروب وعقوبات فرضت من أمريكا والغرب على روسيا رحل أوباما بعد انتخابي عن الشرق الأوسط لداعش مما دفع بتدخل روسيا للدفاع عن المنطق وكشف مخططاته، والآن وفي نهاية ولايته وبعد أن تدخل بغباء في حملة انتخابات هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية وفشله في إدارة النتائج الرئاسية لصالحها وصالح الحزب الديمقراطي لم يملك غير توجيه التهم الباطلة لروسيا باتهامها بقرصنة مواقع الحزب الديمقراطي والجمهوري للتأثير على النتائج لصالح الرئيس الجديد ترامب ليس من أجل شيء وإنما من أجل أن يفسد العلاقة الجديدة المتوقعة بين الرئيس الجديد ترامب وروسيا بعد أن وعد ترامب بالعمل والانفتاح عليها والوقوف معا لحل مشاكل العالم مما تسبب في فرض عقوبات وتدهور في العلاقات بين البلدين. كما أن سياساته الداخلية الخاطئة هي التي جعلت الأمريكان يثورون على إدارته وعلى حزيه مما شجع على وصول ترامب إلى سدة الحكم مع سيطرة الجمهوريين،وأما عن سياساته الخارجية فقد رحل أوباما وترك العالم يعج في الأزمات والمشكلات الكبرى التي تعصف به وببلدانه الآن فمن فيتنام ودول بحر الصين إلى ما يحدث بين الكوريتين ثم إلى أمريكا الجنوبية وكوبا وما يحدث في بلدان الشرق الأوسط وكلها دول تعج بالمشكلات والنزاعات والفتن والمؤامرات بسبب سياساته ولكل ذلك وأكثر من ذلك يرحل هذا الرئيس تاركا العالم في ظلامية وإرهاب ووحشية وعنصرية ومذهبية لم يعرفها العالم على هذا النحو من قبل ولهذا لا يتوقع أن يبكي على رحيل أوباما أحد مما يجعلنا ويجعل العالم أكثر تفاؤلا وأملا لحلول السلام والأمان والعدل من دونه في الأشهر والسنوات المقبلة .