فلنتذكر جميعًا هذا التاريخ جيدًا « الساعة السابعة وخمس دقائق من يوم 15 ديسمبر 2016م» لأنه تاريخ فاصل فى مسيرة هذا الوطن لمواجهة الإرهاب والإرهابيين الملتحفين زورًا ب«الإسلام» وهو منهم براء. ففى هذا التاريخ وداخل غرفة الإعدام بسجن الاستئناف بباب الخلق تم تنفيذ حكم الإعدام فى الإرهابى عادل حبارة بعد حكم محكمة النقض لقيامه بقتل 25 مجندًا مصريًا فى أغسطس 2013 بسيناء فيما عُرف ب«مذبحة رفح الثانية». وحَبَّارة الذى بايع تنظيم «داعش» وزعيمه البغدادى، والذى كان دائم التباهى باغتياله لجنودنا البواسل فى سيناء مرددًا: «أنا صاحب ال 25 شمعة»، ظهر أمام جلال الموت مرتعبًا، وكأنه لم يتوقع أن يلقى مصيره المحتوم ب«القصاص العادل» حتى ولو تأخر لثلاث سنوات كاملة، هى فترة محاكمته!! هذا جانب من المشهد، غير أن هناك جانبًا آخر بطلتاه امرأتان استقبلتا خبر إعدام الإرهابى العتيد بردى فعل مختلفين بل متناقضين: الأولى.. أم أحد الشهداء الذى اغتالته يد حبارة الآثمة، والتى علقت على إعدام الإرهابى قائلةً: «كان نفسى أشوفه وأقطع من جسمه حتة حتة، لأن الشنق راحة ليه.. كان نفسى أقطعه وأرميه للكلاب تاكل منه، وكان نفسى أولع فى كل حتة من جسمه زى ما حرق قلوبنا على ولادنا وضيع مستقبلهم».. هذه كانت صرخة الأم المكلومة الباكية دمًا على ابنها المغدور بعد ثلاث سنوات فى انتظار القصاص، وهو رد فعل طبيعى وفطرى. غير أن رد فعل المرأة الأخرى، كان هو الغريب والشاذ وينافى الفطرة السليمة، إذ أعلنت دعمها للإرهابى حَبَّارة عبر حسابها ب«فيس بوك» بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه؟!!. ولكن الدهشة ستزول سريعًا إذا علمنا أن تلك المرأة هي..عائشة ابنة نائب مرشد «الإخوان» خيرت الشاطر القابع فى سجنه الآن مع قيادات جماعته الإرهابية، وهى تؤكد بهذا التصرف أن «ملة الإرهاب واحدة» فلا فرق بين داعش أو أنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء، فكلهم تخرجوا فى مدرسة الإرهاب الكبرى «الإخوان»!!. والمثير أن جماعة الإخوان لم تجعلنا ننتظر طويلًا لإظهار وجهها الإرهابى القبيح إذ أصدرت بيانًا رفضت فيه إعدام حبارة، والمضحك أنها اعتبرته «ناشطا سياسيًا»!! ويبقى التساؤل: ألم يمر على هؤلاء الإرهابيين قول الحق: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»؟!!