في أول تعليق رسمي له منذ أن أعلنت السلطات الجزائرية أنها سمحت لأفراد من عائلة القذافي بدخول الجزائر ،قال أحمد أويحيي رئيس وزراء الجزائر إن استقبال الجزائر لهم جاء تحت دواعي إنسانية بحتة التي تأتي ضمن حالات الإنسانية الكثيرة التي سبق و أن عالجتها الجزائر،مشيرا إلي أن تاريخ وتقاليد وحضارة الجزائر يحتم عليها احترام اللاجئين خاصة إذا ما تعلق الأمر بليبيا التي تحدث عنها قائلا بأنها بلد شقيق يعيش بها شعب عريق لطالما شاركته الجزائر صناعة أمجاد الماضي و ستواصل نحو المستقبل . و أكد رئيس وزراء الجزائر أن الليبيين أنفسهم طلبوا من الجزائر أن تتعامل بالحسنة مع عائلة القذافي و أن نعتبرهم بمثابة الجزائريين . وأوضح أويحيي في تصريح للصحافة علي هامش افتتاح الدورة الخريفية لمجلس الأمة ،مساء أمس قائلا :" إن أفراد عائلة القذافي الموجودين في الجزائر في عنق الجزائريين". وتساءل الوزير الأول عن السبب من وراء إثارة كل هذه الضجة بعد استقبال الجزائر لأفراد عائلة القذافي، مذكرا بأنه سبق أن تم "لجوء مسؤولين من بلدان أخري" ولم تثار هذه الضجة الإعلامية، وأعطي أمثلة علي ذلك بأفراد من عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذين لجأوا إلي دولة أخري "ولم تقم القيام القيامة" علي حد قوله، كما لم يحدث لجوء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في السعودية . وربط الوزير الجزائري عودة العلاقات الجزائرية الليبية إلي سالف عهدها بضرورة إستدباب الأمن والاستقرار في ليبيا ،وجدد موقف الجزائر من الأزمة الليبية، موضحا أن الجزائر تصر علي التزام الحياد و عدم الحياد لآي من طرفي الصراع في ليبيا . من جانبه، أكد سعيد بركات وزير التضامن الوطني والأسرة، أن الجزائر مستعدة لإرسال مساعدات للشعب الليبي من مواد غذائية وأدوية واعتبر أن هذه الخطوة في حالة تجسيدها لن تكون خارج الجانب الإنساني. وقال بركات :"إن الجزائر كانت سباقة في إرسال مساعدات للشعب الليبي من خلال إقامة مستشفي متنقل بالقرب من الحدود الليبية-التونسية للتكفل بالنازحين، الذين توافدوا بالآلاف جراء الوضع الأمني المتدهور هناك". و كانت وزارة الخارجية الجزائرية في ال 29 من شهر أغسطس الماضي أن زوجة القذافي صفية فركاش، وأبناء القذافي، عائشة وهانيبعل ومحمد، وعدد من أحفاده قد وصلوا الجزائر عبر الحدود الليبية ،و أكدت الجزائر أنها أبلغت مجلس الأمن و الأممالمتحدة بذلك .