أشفق على «أخى».. من جهده الخارق الذى يبذله، خدمة لناسه وأهله وبلده.. ولكنه، هو «مصطفى بكرى» المعجون فى تراب الفقراء والبسطاء، والمدافع، بكل ما يملك عن وطنه الغالى «مصر»..يتحرك على مدار الساعة.. لاتمنعه أهوال الدنيا ولامشاكلها.. لايلتفت لطعنات الغدر، وخناجر الحقد، بل يسمو بقيمه فوق كل «الخبائث»..ويرنو ببصره نحو المستقبل، فقد منحه الله قدرة هائلة على قراءة الواقع، واستخلاص الدروس والعبر والتبشير بالحلم الآتى. يمتلك قلبا جسورا، منحه الله إياه، ليكون وبالا على «شذاذ الآفاق» و«سدنة الخراب» و«طيور الظلام».. ومنحه الله ذات القلب، ليكون عونا ل«المحرومين» وملاذا «للمحتاجين» وحضنا «للأيتام والمساكين».. صافيا للأصدقاء والمحبين، فما طلب أحد منه حاجة، إلا ووجدها عنده، لايقصر أبدا فى حق صديق.. فقلبه لايعرف غير العطاء اللامحدود. سجله «الأبيض» يحتاج آلاف الأمتار، ليروى قصة كفاحه الوطنى والإنسانى وشواهد صلابته، ترويها حكايات نقشت على جدران الزمن، فحين وقف وحيدا فى الميدان، إلا من فئة قليلة، يتصدى لمن أرادوا هدم مؤسسات الوطن، كان يؤكد حرصه على الثوابت وسط موجة الفوضى التى عمت البلاد بعد ثورة 25 يناير، وحين وقف تحت قبة البرلمان يناطح الإخوان فى برلمانهم الطائفى عام 2011، كان يعلن من تحت القبة «الثورة» على الجماعة المارقة، ويوم أطلق وللمرة الأولى من أمام مسجد «آل رشدان» هتاف «يسقط حكم المرشد» ونحن نودع شهداء مذبحة رفح الأولى، كان يطلق «نوبة صحيان» مع شرفاء الوطن، لمواجهة «ظلم الجماعة».. وحين وقف مدافعا عن قواتنا المسلحة وعن المشير طنطاوى وعن القضاء المصرى العظيم وعن الشرطة الوطنية، إنما كان يتصدى للحملات المشبوهة، التى أطلقتها عناصر مأجورة، أرادت هدم مؤسسات الوطن. ظل كالطود الشامخ، لا يتزحزح عن قناعاته، حتى لو وقفت الدنيا كلها ضده.. لا يعتنق سوى «معيار واحد»، يسير على هديه، ولا تتحول ثوابته، وفقًا للمصالح والأهواء كما يفعل البعض، حتى إنه لم ينطق، أو تتقلب مواقفه، يوم تآمرت عناصر معروفة بتوجهاتها، لتبعده عن ترشيحات إئتلاف «دعم مصر» القيادية لمجلس النواب، فقد ظلت مواقفه الثابتة فى دعم الوطن أكثر عمقا وصلابة، وإيمانا ممن تآمروا عليه.. بل ظل -بمفرده- ورغم كل الطعنات التى تلقاها، عونا للدولة المصرية فى كل مواقفها، ولعل فى موقفه الأخير وقدرته الهائلة على حل أزمة «اعتصام النوبة» هو وزملائه من النواب والمخلصين من أبناء الوطن لتجسيد حى على القدرة التى منحها له المولى سبحانه، كوجه مقبول، ينضح بالشفافية والصدق والثبات. وكانت جسارته يوم أن توجه إلى جنوب الصعيد، ليقف مع أهلنا من رأس غارب وقنا وسوهاج، وهم يواجهون كارثة السيول، بمثابة رسالة واضحة عن انتمائه لأهله وبنى وطنه وانحيازه لهم فى «الشدائد».. ولعل المشهد الذى ظهر به، ونقلته الشاشات، وهو يتجول وسط الأوحال، وملابسه ملطخة بالطين لدليل على أن الأيام لم تبدله، فهو ذاته «مصطفى بكرى» الذى وقف مع أهله يوم ضربت السيول بلدته «اَلْمعَنَّى» فى العام 1996، ولم يغادرها إلا حين أعاد بناءها من جديد. فى كل مجال تجده..، فى كل أزمة متفاعل..، فحين شحت السلع التموينية قبل أسابيع، قاد الحملات بنفسه لحل المشكلة فى الصعيد وحلوان وغيرها من بقاع الوطن، وحين دعاه أبناء العمومة فى «قبيلة الأشراف»، ليكون شاهدًا على الصلح بين أبناء «الشويخات» و«عزبة حامد» لم يتوان أبدا عن القيام بواجبه. هو «مصطفى بكرى» الذى يقول عن نفسه، إنه يجد سعادته فى تناول الطعام مع «الأيتام» وهو «مصطفى بكرى» الوفى لمبادئه وأهله، والذى لايفعل شيئا عند وصوله لبلدته، قبل أن يزور «قبر والديه» -رحمة الله عليهما- وهو «مصطفى بكرى» الذى يبدو كشمعة تحترق، لكى يحيا وطنه وأهله وناسه.. ، هو «حَلَّال اْلعُقَد».