طالعتنا يوم الاربعاء الموافق 16 نوفمبر2016 ، قناة ليبيا بانوراما بخبر احياءها للذكرى 98 لإعلان تأسيس الجمهورية الطرابلسية " ولدت ميتة " في جامع المجابرة بمدينة مسلاته بتاريخ 16 نوفمبر1918وكان اعلان شكلي وغير فعال حيث افضت مفاوضات بعض مشايخ القبائل مع المستعمر الايطالي في شهر مارس1919 إلى صلح سواني بن أدم ، وفي 1يونيو1919 اصدر ملك ايطاليا فيكتور عمانويل الثالث مرسوم ينص على تشكيل حكومة في طرابلس الغرب يراسها الوالى الايطالى وبعضوية ثمانية اشخاص من " الليبيين المطلينين " يصدر بتعيينهم قرار من الوالي الإيطالي. من حيث المبدأ ، لا اعترض على التذكير بكل الأحداث التاريخية التي عايشتها ليبيا على مر العصور والأزمنة ، لكن ما لا استصيغه هو انتقائية الأحداث التاريخية وفق مقياس مسطرة الأهواء السياسية الكيدية وليس مقايس الوطنية!.. حيث عودتنا جميع وسائل الصحافة والإعلام الليبية - فبرايرية الهوى - تجاهل كل الانتصارات التاريخية الكبرى التي عاشتها ليبيا في ظل النظام الليبي بزعامة القائد معمر القذافي. أليس من الأجدى تذكير الشعب الليبي بيوم قيام الجمهورية العربية الليبية في الأول من سبتمبر عام 1969 ، هذه الجمهورية التي توجت مسيرة كفاح الآباء والأجداد ضد الإحتلال الأجنبي ، وحققت لليبيا الإستقلال الكامل حيث عطلت العمل في القواعد العسكرية الأجنبية منذ اللحظة الأولى لإنبلاج فجر ثورة الفاتح من سبتمبر1969 وطردت بشكل نهائي القواعد البريطانية في 28مارس 1970 والقواعد الأمريكية في 11يونيو1970 وبقايا المستوطنين الطليان في 7أكتوبر1970.. ووزعت المزارع والمساكن والمحال التجارية والصناعية على المواطنين الليبيين البسطاء الذين كانوا مجرد مستخدمين لدى ملاكها الأجانب. وفي فترة زمنية وجيزة تمكنت من إستعادة الثروة الوطنية الليبية وتحرير الاقتصاد من خلال تأميم قطاع النفط والشركات والمصارف الأجنبية. وفوق ذلك وفي سابقة تاريخية أرغمت القيادة الليبية حكومة ايطاليا على الأعتذار رسمياً وعلناً للشعب الليبي عن فترة استعمارها لليبيا ودفع تعويضات بمليارات الدولارات وتقديم خدمات صحية وتعليمية وفنية للشعب الليبي..لست هنا بصدد السردية التاريخية للأحداث ، وإنما للتذكير فقط بملامح انتصارات كبرى حققتها ليبيا في عهد ثورة الفاتح العظيمة ، يحاول بعضهم القفز على الحقيقة في محاولة لطمس تلك الانتصارات. وختاما أقول ، كل الإفرازات السلبية التي طفت على الساحة الإعلامية الليبية بعد التأمر على ليبيا عام 2011 ، كانت بسبب النفاق ، لأن الذين يسلكون هذا السلوك يمارسون عملهم الإعلامي بتناغم مع رموز السلطات الميليشياوية الحاكمة في ليبيا اليوم. ، يبقى الإيجابي اليوم ان الشعب الليبى يعى حقيقة ثورة الفاتح العظيمة ويقدر دورها الهام فى تحقيق عزته وكرامته واستقلاله ، وسيبقى شاهداً على الحقيقة كاملة وتامّة. ولا عزاء للمنافقين السائرين في النفاق نياما.