استقبل الزعيم الليبى معمر القذافى أمس السبت، وفدا من اليهود الليبيين الذين طردوا من البلاد، فى أعقاب ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969، التى قادها القذافي. ويأتى لقاء القذافى بالوفد اليهودي، فى ختام أول زيارة يقوم بها للقوة الاستعمارية السابقة "إيطاليا"، وخلال اللقاء الذى جرى بين القذافى ووفد اليهود الذين استوطنوا إيطاليا، بوجه القذافى الدعوة للايطاليين الذين طردوا من ليبيا إلى العودة لبلاده. وأدت زيارة القذافى التى استمرت أربعة أيام، إلى إشاعة الدفء فى العلاقات بين البلدين، ةذلك بعد ان اعتذر رئيس الوزراء الإيطالى سيلفو برلسكونى عن الانتهاكات التى ارتكبت اثناء الحكم الاستعمارى الايطالى لليبيا بين عامى 1911 و1943، مما يفتح الباب أمام تدفق مليارات الدولارات من الاستثمارات من الدولة العربية الغنية بالنفط. وقال القذافى خلال استقباله للوفد اليهودي، إن أبواب بلاده مفتوحة أمامهم للعودة، بعد أربعة عقود من طردهم. وقال دافيد جيربى وهو أحد اليهود الليبيين الذين اضطروا إلى الفرار من البلاد، "اعترف القذافى بمشكلتنا، ودعانا جميعا للعودة إلى ليبيا"، مضيفا أن القذافى لم يتحدث تحديدا عن حالة الطائفة اليهودية الليبية، التى تعود بأصولها إلى العصور الرومانية، وتقلصت تقريبا إلى عدد لا يذكر. وأكد جيربى خارج المتنزه الذى أقام فيه الزعيم الليبى خيمته، أثناء إقامته فى العاصمة الإيطالية روما، "أنها بداية طيبة للغاية من جانبه.. اتصل بنا، وهو يفتح الباب لاحتمالات العودة"، وقال برلسكونى "إن كل الإيطاليين يمكنهم الآن العودة إلى ليبيا". وكان القذافى تسبب فى إغضاب الطائفة اليهودية فى روما، بتوجيه الدعوة للاجتماع به يوم السبت، وهو يوم لا يعمل فيه اليهود، وهو ما دفع عدد كبير منهم لأن يرفض حضور اللقاء، كما أغضب الزعيم الليبى كثيرا من الإيطاليين، بحمله صورة عمر المختار زعيم مقاومة الاحتلال الإيطالى على صدره، والذى أعدمه الإيطاليون، وذلك عند وصول القذافى إلى روما، كما أغضب الإيطاليين بانتقاده لأوضاع النساء والديمقراطية فى أوروبا. وعبر بعض الايطاليين الذين تم ترحيلهم من ليبيا، عن شكوكهم بشأن عرض القذافي، الذى لا يبدو أنه يشمل تقديم تعويضات لهم. وقال امبرتو روبى الذى طرد فى عام 1970، "قال لنا إنه أجبر على طردنا، وإنه بذلك أنقذ حياتنا، لأن الشعب الليبى أراد قتلنا"، واضاف "ولكى ينقذنا صادر أيضا كل أملاكنا".