"أعترف أنني.. شاهدت ليلة الجمعة الماضية.. سهرة ممتعة.. من الكوميديا السياسية السوداء.. وكان بطلها طبعاً الممثل المسرحي المتميز.. مخبول اسطنبول السلطان أردوغان.. وبدأت فصولها.. عندما تناولت وسائل الاعلام العالمية خبراً عاجلاً بانقلاب عسكري داخل تركيا والتحفظ.. علي الممتع أردوغان وأركان نظامه.. مما جعلني الهس.. مسرعاً بالشارع لكي أصل إلي المنزل لأتابع عملية الاطاحة بالداعم الأول للإرهاب في المنطقة العربية.. الظريف واللطيف اردوغان.. ولا اخفي عليكم جلست مشدوها أمام شاشة التليفزيون أراقب حركات الجنود الاتراك الذين يطلقون عليهم "ذئاب الاناضول".. ولم أر أمامي إلا مجموعة من الصبية الصغار.. ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالذئاب بل هم أشبه بالفراخ الفيومي "الشمورتي" اي الصغيرة جداً!! ولأن الحالة التركية تصل الي مرحلة المسخرة السياسية.. تجد مجموعة من الدبابات تقف فوق كوبري البوسفور.. الشهير أمام عدسات الفضائيات التي تركها الانقلابيون الاردوغانيون لكي تصور انقلابهم العبيط والمثير للسخرية.. ثم نسمع طلقات نار هنا وهناك وطائرات تظهر في السماء.. ثم يخرج علينا السلطان العثماني عبر الهاتف المحمول وهو يحدث مذيعة "السي ان ان التركية".. ويدعو الشعب الي النزول للشوارع لمواجهة الانقلاب.. وبعدها بساعات قليلة يحتفل انصار اردوغان من حزب العدالة والتنمية وهم يرقصون في الشوارع ويضربون الصبية من الجيش بل بلغ الأمر بذبح صبي صغير علي الطريقة الداعشية.. خاصة ان عدداً كبيراً من اصحاب اللحي يحملون البنادق والرشاشات ظهروا في شوارع اسطنبول كأن المشهد منقول من شوارع وضواحي المنكوبة سوريا.. ويعقبه منظر آخر مهين للجيش التركي بظهور صغار جنوده بالملابس الداخلية!! طبعاً عايزين نعرف إيه الحكاية.. وهي باختصار شديد.. ان السلطان العثماني تلقي الكثير من الضربات السياسية التي اوجعته كثيراً.. وفتحت عليه أبواب الجحيم في الداخل والخارج.. وكما تعرفون ان السلطان لديه طموحات سياسية لاستعادة عرش العثمانيين والانفراد بالسلطة في بلاده وهو يعمل جاهداً من تحويل النظام السياسي في تركيا من برلماني الي رئاسي ولذلك يحشد كل التيارات المتطرفة خلفه لمساندته وترهيب المجتمع التركي.. ومن يرفضون الطموح الاردوغاني المدمر فكان عليه ان يخترع سيناريو هابط لتطهير المجتمع السياسي التركي من معارضيه.. وإلا لماذا أقال 2745 قاضياً من مناصبهم؟!! وهؤلاء ليس لهم علاقة بالانقلاب كما يدعي.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد.. بل وصلت حملة اعتقالاته الي جميع طوائف المجتمع التركي.. والآن يا مصريين.. عليكم ان تفرحوا بثورتكم ورئيسكم الزعيم الوطني عبدالفتاح السيسي الذي انقذنا من براثن حكم الاخوان الارهابية.. لأنهم جميعاً من فصيل واحد.. والمهم عندهم.. السلطة والمال والدم.. وأدعو للشعب التركي الشقيق لأنه الآن في قبضة عصابات داعش الدموية!!!.