الانقلاب العسكري المحدود الذي قام به مؤخرا بعض الضباط والقيادات العسكرية الحرة في تركيا ضد أردوغان كان متوقعا.. ولمَ لا وقد قام هذا الرئيس الذي يعد الأسوأ في تاريخ تركيا عندما أصبح هو الحاكم والآمر الوحيد في تركيا والمسيطر على كل مفاصل ومؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التي كانت من أقوى المؤسسات في تركيا والمشهورة بالقيام بالكثير من الانقلابات العسكرية حفاظا على مكانتها القوية في تركيا، فبجانب أحزاب المعارضة التركية وبجانب مؤسسات المجتمع المدني والمعارضين لسياسة أردوغان وحكومته وحزبه شعر بعض القيادات الحرة بالجيش التركي بالعار تجاه تلك الشخصية المريضة والمهووسة بالحكم من ضياع هيبة المؤسسة العسكرية التي أضاعها أردوغان عندما فرط في قواعده العسكرية لصالح القوات الأجنبية وبسبب فتح الحدود التركية لدخول وخروج التنظيمات الإرهابية من أجل خراب العراق وسوريا واستنزافه غير المشروع لثروات جيرانه والدخول مع التنظيمات الإرهابية في صفقات مشبوهة، وتخاذله في حق ودماء ضحايا سفينة مرمرة التركية مع اليهود بعد أن قام مؤخرا بالتطبيع معهم، وافتعاله أزمة مع روسيا، وتدخله في شئون جيرانه وعزل تركيا وتراجعها عن دورها الإسلامي والإقليمي ومساعدته للتنظيمات الإرهابية من أجل تحقيق حلمه المزعوم بإقامة واسترجاع الخلافة العثمانية، ومتاجرته بملف اللاجئين والمهاجرين العزل من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإذلال تركيا مقابل تحقيق هذا الهدف الذي يبدو أنه لن يتحقق أبدا، ومطاردته لحزب العمال الكردستاني ومحاكمته لأعضاء البرلمان من حزب الشعوب الديمقراطي واتهامهم بالخيانة، وتعريضه تركيا وأمنها القومي بسبب تعامله المشبوه مع التنظيمات الإرهابية إلى الكثير من العمليات الإرهابية وآخرها عملية مطار أتاتورك الدولي، وسعيه إلى تغيير الدستور وتحويل نظام الدولة من نظام برلماني إلى نظام رئاسي بما يخالف الدستور والمكتسبات العلمانية للجمهورية التركية وملاحقته للمعارضة في الداخل والخارج وانتهاكه للحقوق والحريات العامة وتكميم الأفواه والصحف وغيرها من الأسباب التي أدت إلى تراجع دور تركيا وجيشها بالعالم وإيصاله تركيا بسبب قراراته الخاطئة إلى المجهول ولكل تلك الأسباب قام هؤلاء الضباط الأحرار بمحاولة الانقلاب ليلا وبرغم إخفاقهم في الانقلاب على أردوغان إلا أنهم قد سببوا الخزي والعار لتلك الشخصية وإحراجها أمام العالم مما أفقدها وأفقد تركيا ثقة واحترام الجميع مما سيؤثر سلبا على مستقبل تركيا أردوغان وعلاقاتها الدولية وأن تلك الخطوة الغالية الثمن سوف يذكرها التاريخ وإن خذلتها جحافل حزب العدالة والتنمية التركي بعد أن سببت الذعر والخوف الذي عاشه أردوغان بعد أن عاش لحظات فقدان مستقبله السياسي، وإن جاءت هذه القفزة الظلامية للجنود الأبطال خاطئة وغير موفقة هذه المرة فإنها ستكون في المرة القادمة قفزة النور القوية التي ستخلص تركيا والعالم من هذا الرئيس المريض .