سرنا نحو 50 كيلو مترًا حتي بلغنا منطقة 'عين التينة' الواقعة في الجزء المحرر من الجولان السوري المحتل .. مررنا بتلال وهضاب .. صعودًا وهبوطًا حتي وصلنا المنطقة المحازية للجانب المحتل من الجولان السوري والخاضع للسلطات الإسرائيلية. كان حشد هائل من أبناء قرية 'مجدل شمس' الواقعة خلف السلك الشائك، والذي يفصل بين الجانب المحرر والجانب المحتل من الجولان .. تلاميذ المدارس، والشيوخ، والسيدات، وكافة طوائف أبناء 'مجدل شمس' وقفوا في الجانب المقابل .. بينما احتشدنا نحن في مواجهتهم تمامًا، نتبادل الأحاديث عبر الميكروفونات الضخمة المثبتة علي جانبي الخط الفاصل .. راحوا يعبرون عن حفاوتهم بنا، وتقديرهم لمسعانا، وتأكيدهم ثوابت أهدافهم في الإنتماء لوطنهم الأم والوحيد 'سورية' وراحوا يعلنون عبر مكبرات الصوت عن آمالهم في تحرير الأرض من دنس الاحتلال الإسرائيلي. في المقابل راح عدد من قادة المشاركين في 'ملتقي الجولان العربي والدولي' يؤكدون في كلماتهم دعمهم الواضح، وتضامنهم التام مع أبناء الجولان حتي عودة كامل التراب المحرر .. وكانت لكلمات عميد الأسري اللبنانيين والعرب 'سمير القنطار' أبلغ الأثر في مشاعر أبناء الشعب السوري الخاضعين للاحتلال. رحنا علي مدي أكثر من ساعة ونصف الساعة نعيش لحظات من المواجهة الحقيقية لقوات الاحتلال .. فما أن شاهدنا الجنود الإسرائيليون ونحن نحتشد علي بعد عشرات الأمتار من خط الحدود الفاصل حتي راحوا يندفعون بسيارات الجيب العسكرية، ويقفون علي مقربة منا حاملين الكاميرات والمناظير لتصوير ومراقبة كافة المشاركين في الملتقي. لم نعبأ بهم، بل رحنا نهتف في مواجهتهم، ونصفهم بالمحتلين الجبناء .. فيما راحت مجموعات من الشباب والشابات السوريين والمصريين والتوانسة وبقية فئات الشعب العربي من المشاركين تغني للوطن، والأرض، وتدعو ليوم تحرير كامل التراب المحتل.