الطرشي أو المخلل في مصر يتواجد طوال العام بأنواعه وألونه المختلفة ويباع عادة بالأحياء الشعبية ومحلات البقالة والمطاعم ، وعربات الفول المدمس لأنه من المأكولات المحببة إلى المصريين الذين يفضلونه بجوار الكثير من الأطعمة لأنه فاتح للشهية ، ولكنه رغم شهرته تلك فإنه يكون له طابع خاص في شهر رمضان حيث يقبل على شرائه الصائمين بعد آذان العصر ويحرصون على تواجده بأنواعه المختلفة على موائدهم لحظة الإفطار ولحظة السحور ، أو يجدونه إجباريا أمامهم إذا ما تناولوا طعامهم خارج المنزل من خلال المطاعم التي تفتح أبوابها بعد آذان المغرب وتزدهر قبل موعد السحور وبخاصة محلات الفول والطعمية والكباب وغيرها لدرجة أن طبق الطرشي أصبح من أهم الأصناف المميزة التي توضع على المائدة طوال شهر رمضان ، وتكمن شعبيته في انتشاره وطريقة صناعته التي تميز طرشي عن طرشي آخر ، كما أنه بأسعاره المتواضعة يعتبر في متناول جميع طبقات الشعب وهذا ما أدى إلى انتشاره وزيادة الإقبال عليه منذ سنوات طويلة مضت . وكلمة طرشي أو مخلل تطلق على أنواع كثيرة من الخضروات والنباتات المخللة ، وتعود صناعته كما هو وارد في كتب التراث في المواد المتعلقة بالأطعمة والمأكولات الشعبية وتاريخها إلى العصر الفاطمي ، وجاءت الكلمة من الإناء أو البراميل الخشبية التي كان يوضع بها الخضار للقيام بعملية حفظه وتخليله ، ومن أنواع الخضار التي تدخل في تلك الصناعة القديمة اللفت والجزر والفلفل والليمون والخيار والبصل ويعتمد على الملح والليمون ، ويسمى بالطرشي البلدي وهو الصنف المنتشر مع الباعة ومتاح للجميع ويتم عرضه بطرق جذابة سواء عرضه في أواني كبيرة أو في عبوات صغيرة داخل البرطمانات أو بيعه بالأكياس ، ثم تطورت حرفية صناعته وتم إدخال الكثير من المواد التي أكسبت الطرشي جودة ونكهة أعلى جعلته من أفضل مشهيات الطعام كإدخال الزيتون بأصنافه المختلفة ثم استخدام زيت الزيتون مع الملح والليمون إضافة إلى الدقة أو الخلطة السرية التي تميز جودة ونوع الطرشي ومنها الشطة والزعتر واللوري والعصفر وغيرها من مشتقات العطارة التي تضفي على الطرشي الشكل الجذاب والطعم الجميل الذي لا يضاهى ، ثم أدخلت أصناف أخرى أعدت لشهر رمضان كمخلل الباذنجان ، والفلفل المحشو بالجبن والطماطم إضافة إلى إدخال المكسرات لتلك الصنعة حتى أكسبتها شهرة كبيرة ليظل الطرشي البلدي هو الأفضل والمحبب للنفوس عند جميع المصريين لدرجة أن الطرشي تغنى به الكثير من الفنانين داخل بعض الأعمال والأوبرتات الغنائية المتعلقة بالشارع المصري وبخاصة في شهر رمضان ، وأحيانا ما تقوم السيدات المصرية بالبيوت بالقيام بعملية التخليل مع مراعاتهم واتباعهم للشروط الواجب توافرها لكل نوع من أنواع الخضار التي يتم تخليلها ، هذا في الوقت الذي ينصح فيه الأطباء طوال شهر رمضان الصائمين بعدم تناولهم لكميات كبيرة منه لاحتوائه على كميات كبيرة من الملح يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في الدورة الدموية والجهاز الهضمي واختلال ضغط الدم وبخاصة عند الكبار والمسنين .