اكد سكان ان القوات السورية ورجال ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الاسد قتلوا 16 شخصا في هجمات في مدينة حمص الثلاثاء وذلك في تصعيد لحملة لقمع بؤرة رئيسية للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وقالت لجنة التنسيق المحلية وهي مجموعة من النشطاء ان بين القتلي ثلاثة مشيعين كانوا يشاركون في جنازة عشرة أشخاص قتلتهم قوات الامن الاثنين. وقال أحد المشيعين "لم نتمكن من دفن شهدائنا في المقبرة الرئيسية في المدينة لذا ذهبنا لمقبرة أصغر بالقرب من المسجد.. وعندها بدأ رجال ميليشيا باطلاق النار علينا من سياراتهم. وأضاف أن الجثث نقلت الي مسجد خالد بن الوليد في شرق منطقة الخالدية في المدينة، واكد "ان الخالدية محاصرة تماما من جانب الجيش.. نحن معزولون عن بقية حمص كما لو أننا في دولة أخري. وحمص واحدة من أكبر مراكز الاحتجاجات ضد حكم الاسد وتصاعد التوتر بين الاغلبية السنية وأفراد الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد والتي تشكل الاقلية في المدينة. ويقطن الخالدية أفراد قبائل سورية من ريف حمص بينما ينتمي الي حي النزهة القريب معظم رجال قوات الامن والميليشيا في البلاد من الطائفة العلوية. وقال نشطاء ومقيمون انه بعد مقتل الستة في الخالدية وباب عمرو بحمص اليوم بلغ اجمالي عدد القتلي منذ بداية الاسبوع نحو 30 شخصا. وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين الاجانب مما جعل من العسير التحقق من روايات شهود العيان أو البيانات الرسمية. ودخلت القوات والدبابات حمص التي تبعد 165 كيلومترا شمالي دمشق لاول مرة قبل شهرين واحتلت الميدان الرئيسي بعد احتجاجات ضخمة تطالب بالحريات السياسية. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان سبعة أشخاص قتلوا في مطلع الاسبوع في هجمات شنتها قوات الامن. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم العثور علي 30 جثة في حمص في مطلع الاسبوع وان بعضها كان مشوها. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري "بعدما فشل النظام في اشعال حرب أهلية طائفية وسع الجيش عملياته من أجل اخضاع الاحتجاجات الهائلة في حمص. وتحمل السلطات السورية -جماعات ارهابية مسلحة- ذات صلات اسلامية المسؤولية عن العنف وتقول ان 500 شرطي وجندي علي الاقل قتلوا منذ مارس /اذار. وتقول جماعات حقوق الانسان ان قوات الامن ورجال الميليشيات قتلوا 1400 مدني علي الاقل في سوريا مضيفين أن أكثر من 12 ألف سوري ورجل أمن رفضوا اطلاق النار علي المدنيين اعتقلوا. ووصف الاسد الانتفاضة الشعبية بأنها مؤامرة أجنبية لزرع بذور الفتنة الطائفية. ويقول معارضوه ان الرئيس يستغل المخاوف الطائفية كي يحافظ علي تأييد العلويين وليحتفظ لاسرته بالسلطة بعد 41 عاما علي توليهم لها. وتزداد عزلة الاسد بصورة مطردة علي المستوي الدولي بعدما كان الغرب يعتبره مرشحا لان يكون معتدلا في المنطقة.