«فرويد» عالم النفس الأشهر قال: إن زلة اللسان هى الأكثر تعبيرًا عن دواخل النفس البشرية ومرآة تكشف الأمنيات والدوافع والأفكار الدفينة فى اللاوعى، وزلات اللسان فى ظل انتشار شبكات التواصل الاجتماعى أصبحت مادة إعلامية خصبة تلتقطها وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وأصحاب المصالح لتحليلها والبحث عن دلالالتها واللعب بها والضغط على صناع القرار وإشعال الحرائق، ليكون أول ضحاياها هو صاحب الحظ العثر من ساقه لسانه لمصير محتوم، خاصة أخطرهم من يكون ذا منصب سياسى.. ولعل أشهرهم الرئيس الأمريكى الأسبق «رونالد ريجان» فى عام 1984عندما بدأ خطابه الإذاعى المعتاد فطلب منه مهندس الصوت عمل اختبار قبل البدء وبالفعل بدأ بإعلانه: لقد وقعت قرارًا بمحو الاتحاد السوفيتى وهو لا يدرى أن خطابه بالفعل قد بدأت إذاعته.. مما كاد أن يتسبب فى حرب نووية مع الاتحاد السوفيتى حينذاك، والعديد من السياسين كانت تصريحاتهم النارية غير المقصودة سببًا فى إحراج حكوماتهم، ومصر صاحبة نصيب وافر من سجل زلات اللسان بدءًا من «أمين عثمان» وزير مالية حكومة الوفد فى الأربعينيات من القرن الماضى الذى أثار بتصريحه الذى شبه فيه العلاقة بين الدولة المصرية وبريطانيا بالزواج الكاثوليكى، الأمر الذى أثار حفيظة المصريين والقوى السياسية آنذاك وأحرج حكومة الوفد مرورًا ب«زكى بدر» وزير الداخلية الأسبق ولعله الأشهر بتصريحاته النارية خاصة تلك التى كانت تحت قبة البرلمان. العديد من زلات اللسان أنهت مستقبل صاحبها السياسى.. وآخرهم المستشار «أحمد الزند» وزير العدل ويبدو أنه لم يستوعب الدرس من سابقه المستشار محفوظ صابر الذى استقال بعد الهجوم الذى ناله بسبب تصريحاته العنصرية ضد الفقراء.. وبغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع الزند ألم يحن الوقت لاختيار وزراء سياسيين يدركون ما الذى يجب أن يقال ومتى؟!. ومن جانب آخر منذ متى الحكومة تتخذ قراراتها كرد فعل لمواقع التواصل الاجتماعى أم أن هناك أسبابًا أخرى لإقالة الزند بهذا الشكل؟! ولماذا عدم الانتظار والزج به خارج الوزارة فى التعديل الوزراى المرتقب؟! فهل تخطى الزند الخطوط الحمراء فكان الخروج الدرامى!!.. حتمًا الأيام المقبلة ستجيب على هذة التساؤلات فى مشهد جديد بدأت فصوله بمغادرة مفاجئة للزند وعائلته من مصر.