أنا من المعجبين بالدكتور محمد سليم العوا, ويجذبني آداؤه وأفكاره التي قد اختلف مع بعضها وهو أمر طبيعي. لكنني صدمت عندما بدأ في مسجد رابعة العدوية الترويج لنفسه مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية, وهو اختيار في المكان له دلالته, وفي الوقت نفسه لايجب ولايجوز أن ندخله في المعركة الانتخابية. وأنا أعرف مقدما أنه سيقال إن الاجتماع جري في دار المناسبات التابعة للمسجد وليس في داخل الجامع نفسه, ولكن حتي هذا يعتبر جزءا من المسجد وإلا حولنا دور المناسبات في مساجد عمر مكرم والشاذلية والشرطة, وغيرها كثير إلي سرادقات انتخابية. ومتي جاز ذلك علي مايتبع المساجد جاز أيضا علي مايتبع الكنائس, وهو أمر له مخاطره ومحاذيره, إلا إذا كان المقصود تأكيد أن المرشح يعبر بذلك عن مفهومه في اقامة دولة دينية وهو أمر مرفوض!. من أولها يجب إبعاد دور العبادة وملحقاتها عن المعركة الانتخابية لأنه ستكون في هذه المعارك حتما هتافات بحياة المرشح, وغير ذلك من سلوكيات لابد أن يصدر قرار بعدم إقحام دور العبادة فيها. ولعلي بهذه المناسبة أتساءل: هل يجوز مقاطعة خطيب الجامع وهو يخطب خطبة الجمعة عندما يذهب به الحديث إلي شئون السياسة المختلف عليها وتفوح رائحة استخدام المنبر لتأييد تيار معين حتي لو كان صحيحا إلا أن مكانه ليس خطب النصح والإرشاد بما أنزل الله وقاله الرسول؟ إننا نعارض رئيس الوزراء والوزراء والمسئولين علي تصريحاتهم, ومع ذلك يبدو لخطيب المسجد حصانة ليست لأي مسئول آخر, ونضطر لسماع أو بمعني آخر ابتلاع مايقول ونحن كاظمي الغيظ تقديسا للمكان الذي نرجو أن يفعل أيضا الذين يعتلون منابره ولايتصورون أنهم امتلكوا حصانة خاصة تمنع مقاطعتهم عندما يتحدثون في أمور يجري الخلاف عليها داخل المجتمع ويحاولون أن يسوقونها لنا كأمور دينية, ليزيدوا تخويفنا من إستخدام الدين درعا لأفكارهم الدنيوية