أكد ممثلو عدد من الأحزاب السياسية الجديدة أن مستقبل مصر مشرق بعد ثورة 25 يناير، وسعوا إلي مغازلة المصريين ببرامج براقة.. غير أن البعض منهم تخوف في الوقت نفسه من موعد الانتخابات التشريعية المقبلة وطالب بتأجيلها بحجة أن الوعي السياسي للمواطن المصري لم ينضج بعد. وكانت البرامج السياسية للأحزاب الجديدة موضعا للنقاش في مناظرة بعنوان "الأحزاب والفكر الجديد" عقدها منتدي مصر الاقتصادي بفندق سميراميس بوسط القاهرة أمس الاثنين بين ممثلين عن أحزاب المصريين الأحرار والوسط والجبهة الديمقراطية والعدل والوعي الحر والمصري الديمقراطي الاجتماعي، وعرضت لأهم أفكار وأسس الأحزاب الجديدة عشية قيام ثلاثة منهم هم المصريين الأحرار والديمقراطي الاجتماعي والعدل بتقديم أوراقهم للجنة شئون الأحزاب. وفيما تناولت المناظرة بشكل أساسي المقارنة بين الملامح الأساسية لأفكار وبرامج تلك الأحزاب وإلقاء الضوء علي أوجه تميزها عن غيرها، أبدي بعض الحضور تخوفهم من موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، وترددت دعوات لتأجيلها خاصة من الدكتورة مني مكرم عبيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة والتي أكدت أن دستور مصر القادم والذي سيحدد مستقبلها لعقود لا يجب أن يكون في يد برلمان يسيطر عليه فصيل سياسي واحد، وتكرر هذا التخوف من شادي الغزالي حرب عضو ائتلاف شباب الثورة الذي دعا أيضا لتأجيل الانتخابات إلي أن ينضج الوعي السياسي للمواطن المصري. واستعراضا لبرامج الأحزاب وأفكارها ، بدأ المناظرة أحمد عطا عن حزب الوسط الذي تمت الموافقة عليه مؤخرا عقب ما يقرب من 15 عاما من رفضه من قبل لجنة شئون الأحزاب، وقال عطا إن الحزب مدني ذي مرجعية إسلامية ..وإن أهم ثلاث موضوعات تشغل المواطن حاليا هي الوظائف والأمن والمسألة الاقتصادية، وأضاف "نري أن النظام السياسي الأنسب لمصر هو الذي يحفز المواطن علي إطلاق طاقاته، ومسائل التقدم والتأخر هي تخضع للنظام السياسي الذي قد يكفل تحفيز الأفراد لإطلاق طاقاتهم أو لا يفعل". وأوضح أن مصر الآن تحتاج إلي تضييق العجز قدر الإمكان، واختزال بعض المصروفات، واقترح تقديم مميزات ضريبية لقطاعي التعليم والصحة بأن تكون الضرائب "صفر في المئة" لهذين القطاعين، وأضاف أن الحزب يعمل حاليا علي إعداد مشروع قانون للبنك المركزي بحيث لا تغطي السياسة النقدية علي عيوب السياسات المالية المتبعة في الدولة. وقال السعيد كامل الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية إن الأحزاب لا زالت ضعيفة في الشارع المصري، وإن الابتعاد عن تبادل الاتهامات والصراعات من أهم التحديات التي تواجه الأحزاب السياسية، مؤكدا أن التعليم هو أهم الأولويات لأن جذب رؤوس الأموال يحتاج إلي عمالة مدربة. وأوضح أن حزب الجبهة لديه رؤية قومية أساسها أن يتم إنشاء وزارات لتنمية الصحراء وللطاقة الشمسية لتحتل مصر المكانة التي تستحقها في مجال الطاقة المتجددة باعتبارها من أكثر الدول التي لديها إمكانية لتوظيف هذه الطاقة، كما أشار إلي أهمية ربط هذه الرؤية القومية بالمقررات الدراسية وأن ترتبط بالصناعة أيضا. من جهته، أوضح المهندس حاتم عزام من حزب الحضارة أن برنامج الحزب يسعي في ملامحه الأولية أن يعزز الدور الإقليمي لمصر وأن يصبح الاقتصاد المصري الأول في المنطقة، كما يسعي الحزب لإزالة الاستقطاب في المجتمع والصراعات الأيدلوجية القائمة حاليا ولذلك فإن الحزب يحمل هوية إسلامية معاصرة، وقال "نأمل في أن يتحدث العالم عن صناعة مصر وتقدمها مثلما تحدث عن ثورتها". وقال ايهاب الخراط ممثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي إن الحزب يستعد لتقديم أوراقه اليوم الثلاثاء،وإن مؤسسيه كتوافقون فيما يتعلق بالخطوط العريضة لبرنامجه علي الشعارات التي خرجت بها ثورة 25 يناير، ويسعون في برنامجهم لوضعها موضع التطبيق، بدءا من إتاحة "حرية" الفكر والإبداع التي تعد أساسية لتحقيق نمو إنساني واقتصادي، ومرورا بشعار "الكرامة" وإعادة القيمة للإنسان المصري . وبالنسبة للجانب الاقتصادي في برنامج الحزب ، لفت الخراط إلي تشجيع الاستثمار وتنمية الاقتصاد من خلال المشاريع الصغيرة التي قادت التنمية في الدول كثيفة السكان مثل البرازيل والهند. أما عضو ائتلاف شباب الثورة شادي الغزالي حرب فتحدث عن حزب الوعي الحر الذي أعلن إطلاقه في مايو الماضي، إلا أنه أبدي قلقه من أن مصر تسير علي الطريق الصحيح لأن الإنسان المصري لازال بعيدا عن الوعي الذي يمكنه من الاختيار الصحيح، حسب قوله. وأوضح الغزالي حرب أن بناء الإنسان المصري هو المشروع القومي الأساسي والوحيد حاليا لحزب الوعي الحر لأن المواطن المصري البسيط يحتاج لمن يشعر به ويتحدث إليه ويهتم برأيه، فحتي الدراسات واستطلاعات الرأي التي كانت تجري في العهد السابق لم تقم بهذه المهمة بشكل دقيق ولا يمكن الاعتماد عليها تماما -حسب رأيه-. واعتبر شادي الغزالي حرب عضو ائتلاف شباب الثورة وممثل حزب الوعي الحر أن الانتخابات المقبلة لن تكون ديمقراطية لأن المجتمع لم يتلق بعد أي توعية سياسية. وقال "هذه التوعية إلي جانب التنمية المجتمعية هي الشاغل الأساسي لنا لأن كثيرا من المصريين في ظروف معيشية صعبة، لذا نحن نتوجه إلي المحافظات وإلي الآن وجهنا عملنا إلي الفيوم، وبني سويف والمنيا، إضافة إلي المناطق العشوائية في القاهرة والإسكندرية. وأضاف أن التوعية تشمل فكرة التخلي عن المفهوم الخدمي للحزب السياسي وتوصيل فكرة أن وظيفة الحزب هي أن يقوم بالضغط السياسي لتحقيق مصالح فئة أو جماعة ما بدلا من الدور الخدمي المتعارف عليه الآن. بدوره، أشار هشام أكرم ممثل حزب العدل -الذي يستعد أيضا لتقديم أوراقه اليوم للجنة شئون الأحزاب - إلي أن الحزب ليس في حالة ثورة الآن، فهو في مرحلة بناء، أما فكر الحزب فيعبر عنه اسمه، لذا فإنه ليس حزبا معبرا عن أيديولوجية ما بقدر كونه يسعي لتحقيق العدل بين جميع الفئات والمناطق الجغرافية في مصر، وهذا يرتبط بمفهومين آخرين تحقيقهما يحظي بنفس الأهمية وهما الحرية والأمن.