هل هى الصدفة البحتة التى جمعت بين تصريحات الرئيس الأمريكى ومدير المخابرات العسكرية الأمريكية؟ أم أن هذه التصريحات تم تسريبها على نطاق واسع فى إطار سيناريو قادم؟ أنا شخصيًا أتوقع ما هو أكثر من هذا، الرئيس الأمريكى يطالب مصر بسحب قواتها من حدود غزة، ويأتى من بعده الجنرال (فنسنت ستيوارت)، ليقول إن تنظيم داعش سيزيد وتيرة هجماته العابرة للحدود، وقدرتها الفتاكة فى الأشهر المقبلة سعيًا لتأجيج صراع دولى. ليس غريبًا أن يصدر مثل هذا التصريح من مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية، لأنه يعلم ما لا نعلمه عن (تنظيم داعش)، باعتباره صناعة أمريكية خالصة!! الجنرال (ستيوارت) فى خطابه مؤخرًا أمام مؤتمر أمنى ربط بين تحذيره بتأسيس التنظيم المتشدد فروعا ناشئة، فى مالى وتونس والصومال وبنجلادش وإندونيسيا، وقال: (إنه لن يفاجأ إذا وسَّع داعش عملياته من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أعمق داخل مصر). قبل أن أستكمل مقولة (ستيوارت)، أجد أنه لزامًا علىّ أن أتوقف هنا، لأربط بين ما طالب به الرئيس الأمريكى، وبين ما لا يعتبره ستيوارت مفاجأة له!! هنا أحذر أن نتعامل مع هذه الكلمات بلا مبالاة، أو أدنى استهتار، ما طالب به الرئيس الأمريكى له علاقة مباشرة بتصريحات مدير المخابرات العسكرية الأمريكية!! ومن المؤكد أن هذه التصريحات ليست من قبيل الصدفة لتتزامن!! الموقف الأمريكى من مصر واضح تمامًا، (مصر لابد أن تركع)، والبداية كانت المؤامرة مع الجماعة الإرهابية، وعندما فشلت الخطة الأمريكية التى نشرتها (هيلارى كلينتون) فى كتابها، كان لا بد من البحث عن البديل للجماعة الإرهابية، فكانت قوية وتدعيم (تنظيم داعش)، الأمريكى!! الذى أكتبه اليوم، تزامن مع طرح (بول شينكمان) الكاتب والمتخصص فى الأمن القومى بصحيفة (يو إس توداى) الأمريكية من خلال تحليل نشره مؤخرًا جاء فيه (هناك قرائن خمس ربما تشير إذا ما كان تنظيم الدولة الإسلامية يستطيع مواصلة حكمه الذى أقامه على الخوف خلال عام 2016). التحليل الذى أشير إليه هام ويجب أن يخضع لدراسة متأنية من الأجهزة المعنية، لأنه يمثل الضلع الثالث للمثلث (مطالبة أوباما – تصريحات مدير المخابرات العسكرية الأمريكية – دراسة شينكمان)، هذا الثالوث أعتقد أن اولى الأمر منا، على علم به، ولابد أنهم سيتعاملون بمنتهى الحذر والحيطة. هنا أذكر فقط بأوراق كثيرة تداولت فى غرف صناعة القرار الأمريكى، وفى ذات الإطار أنبه إلى أن الخطة (ب) لداعش: مصر (الجائزة الكبرى).. وليبيا (الممر)، ولعل المتابع لتحركات داعش خلال الفترة الأخيرة يستطيع أن يلحظ أن هناك سيناريو يجرى تنفيذه، وفى اعتقادى أنه برعاية أمريكية، لتكون (ليبيا) نقطة إنطلاق للرعب المقبل، لأن الفوضى التى حدثت بعد رحيل (القذافى) تركت وخلفت بيئة مناسبة لتواصل التنظيم. الإرهابى مع المتطرفين فى سيناء!! وليبيا تحولت إلى (معبر) بين شمال أفريقيا والشرق الأوسط. أمريكا لن يهدأ لها بال إلى أن تعيد فرض وصايتها على مصر، تلك الوصاية التى فقدتها بعد قرار تنويع مصادر التسليح لقواتنا المسلحة، القرار الذى زلزل أركان كيانات صنع القرار فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفى اعتقادى أن الخلافات فيما بين دوائر صناعة القرار الأمريكى ستزداد خلال الفترة القادمة، وقد تؤثر على نتائج الانتخابات الأمريكية التى بدأت. هذا الذى يحدث مع مصر يواكب الحملة التى تقودها الولاياتالمتحدة تحت ستار (انتهاك حقوق الإنسان)، وقبل أن أتطرق لأى تفاصيل أؤكد أن المواطن المصرى يحظى بحقوق تفوق حقوق المواطن الأمريكى فى أمريكا وتلك حقيقة، الفارق الوحيد (الإعلام)، فإعلامنا بكل أسف يسهم فى الإساءة لأوضاعنا الداخلية وفى الخارج الإعلام تحكمه قواعد صارمة، والأمثلة كثيرة، وهذا لا يعنى إننى أصادر على حرية الإعلام لأننى أؤمن بها، ولكن كل الحريات لها حدود يجب ألا يتجاوزها، لأنها عندما تتجاوزها تصبح فوضى، ونحن نحيا فوضى الإعلام. إننى أطالب الإعلام المصرى، أن يبحث عن التقرير الصينى عن (حقوق الإنسان فى الولاياتالمتحدةالأمريكية) وهو شهادة بأن متى تنشره وسائل الإعلام بناء على تقارير الجماعات الحقوقية الغربية، لا تعدو أن تكون بيانات كاذبة، وتعيد للأذهان أيديولوجيات وممارسات (جوبلز) حيث يتم تكرار الكذبة حتى تصبح حقيقة. باختصار شديد أغلب الجماعات التى تتحدث عن حقوق الإنسان تستخدم نهج وزير الدعاية النازية فى تكرار الأكاذيب حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، ولعلها فرصة. هنا لأطالب بإعادة فتح ملفات التمويل الأجنبى، والإسراع بإحالة القضية 250 أمن دولة إلى المحاكمة لنضع النقاط فوق كثير من الحروف!! المرحلة القادمة تتطلب منا جميعًا المزيد من العمل الجاد وعلى الحكومة أن تتخلى عن مقاعد المتفرجين وتنزل إلى أرض الملعب لتشهر (كارت أحمر) لكل الأيادى والأصابع التى تعبث بمقدرات هذا الوطن وتسىء إليه، من خلال المصارحة التامة مع الشعب وبرامج تكفل تحسين مستوى المعيشة، والقضاء على السلبيات والمعوقات التى تواجه قطاع الصناعة تحديدًا، لأنه يمثل قيمة إضافية حقيقية للاقتصاد القومى، مع تأكيد أهمية إعلاء وتغليب مصلحة مصر على المصالح الشخصية. أثق تمامًا بأن مصر بشعبها وقيادتها السياسية الوطنية وقواتها المسلحة قادرة على تجاوز كل المحن، هكذا تعلمنا من عبرة التاريخ. والله ولى التوفيق وللحديث بقية...