قال وزير الصحة أمس الأحد إن الوزارة سوف تعمل بالتعاون مع وزارة المالية علي رفع الضرائب علي السجائر بنسبة 70 % علي ان تكون هذه العائدات لصالح موازنة وزارة الصحة كاحد الموارد عند تطبيق التأمين الصحة الاجتماعي الشامل. وأشار الوزير الدكتور أشرف حاتم الي ان ميزانية الدولة تتحمل سنويا من 3 إلي 4 مليارات جنيه لعلاج الامراض الناجمة عن التدخين بعد ان اصبحت مصر تحتل المركز العاشر عالميا في استهلاك التبغ. وشدد علي الدولة ملتزمة بعدم زراعة التبغ داخل حدودها خاصة أن البعض يروج حاليا الي زراعتها لحل الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وأعرب عن أمله أن يتم العمل خلال المرحلة القادمة علي اغلاق شركات التبغ في مصر في اطار خطة مكافحة التدخين للقضاء عليها. ورفض دعوات لزراعة التبغ في مصر مفسرا ذلك بان مصر علي مدار التاريخ كانت بلدا لزراعة الذهب الابيض والقمح فلا يمكن أن تصبح للمضرات التي تدمر صحة الانسان بعد ان كانت بلدا منتجا للخيرات. وأضاف أن مصر ملتزمة بتطبيق السياسات المنصوص عليها في الاتفاقية الاطارية لمكافحة التدخين والتي التزمت بها منذ عام 2005. جاء ذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي اقيم بمعهد ناصر بحضور الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية والدكتورة فاطمة العوا المستشار الاقليمي لمبادرة التحرر من التبغ وكبار العاملين بالقطاع الوقائي لوزارة الصحة. ولفت الوزير الي ان مصر تفقد عشرات الالاف من الارواح سنويا بسبب التدخين حيث أن عدد الوفيات بسبب التدخين يقارب 170 ألف حالة سنويا وفقا لآخر إحصاء تم في عام 2004. واورد نتائج المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين البالغين في مصر وجاء فيه أن 20 % من البالغين فوق سن 18 سنة يدخنون نوعا من انواع التبغ بينما يتعرض 80 % من المواطنين للتدخين السلبي في أماكن العمل ووسائل النقل والمواصلات. وأضاف أن المسح العالمي لتعاطي التبغ بين الشباب أظهر انتشار التدخين ببين الطلاب - الذكور والاناث - الذين تتراوح اعمارهم ما بين 13 الي 15 سنة بنسة 16 % وهو ما يؤكد خطورة الامر. وأشار وزير الصحة إلي أن المدخنين المنتظمين يمثلون نحو ثلث الوفيات تقريبا لاصابتهم بأمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي التي تمثل نحو 30 % من الامراض الناجمة عن التدخين. وفي سياق متصل، تعهد وزير الصحة والسكان بمكافحة التبغ في مصر ليس بهدف التضييق علي المدخنين انما لحمايتهم من اخطار التدخين والوقاية منه.