قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى: إن حزبه سوف يرد على اغتيال الكيان الإسرائيلى لعميد الاسرى سمير القنطار الذى فجرته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وثلاثة عشر آخرين فى بناية شديدة التأمين فى سوريا، وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال جادى إيزنكوت، إن الرد على أى استفزاز من جانب الحزب الله سيكون خارج النطاق المتوقع، وهو تحذير يحمل تحديًّا واضح لحزب الله الذى يجمع المراقبون أنه لن يرد على اغتيال القنطار، ليس فقط لأنه ينتمى للطائفة الدرزية، وليس طائفة الحزب الشيعية، وأنه لا ينتمى لقياديى الصف الأول فى الحزب، ولكن الأهم أن حزب الله اليوم أصبح تحت قبضة المخابرات وأجهزة العمليات الخاصة الإسرائيلية التى تتحرك فى سوريا بالتنسيق مع روسيا وفى ظل حماية أمريكية. وعلى الرغم من خطاب نصر الله العلنى والذى حاول فيه استعادة أمجاده عندما كان يحارب إسرائيل، فإن الحزب أقدم على خطوة وصفت بأنها مصنوعة داخل مقر قيادته عندما نشر وصية قال إنها للقنطار تطالب الحزب بعدم الانجرار لمعركة يختار العدو مكانها وزمانها. وهكذا يبدو أن حزب الله قد قرر مبكرًا عدم الرد بدعوى تنفيذ وصية القنطار ولكن فى الحقيقة إن إسرائيل نجحت فى كشف معظم قيادات حزب الله فى سوريا وان عملية اغتيال القنطار ليست البداية ولن تكون النهاية بعد أن أصبح قادة الحزب صيدًا سهلًا على عكس توفر الأمن الكامل لهم فى الجنوب. إسرائيل قتلت العشرات من قادة الحزب ومن بينهم ابن عماد مغنية قائد أركان الحزب الذى اغتالته أيضًا فى سوريا مثلما اغتالت والده، وهى اليوم تنسق وتتبادل المعلومات مع جميع القوى الفاعلة فى سوريا بما فيها روسيا بدلًا من عملها بمفردها فى الجنوب اللبنانى وهى نجحت فى قتل عدد من قادة الحرس الثورى الإيرانى ورغم الفارق المذهل بين إيران وحزب الله فإن طهران سارعت بسحب قياداتها العسكرية من سوريا بعد أن تأكدت من وقوعهم فى الشباك الإسرائيلية. إن استمرار الحرب فى سوريا يعنى قطع خطوات متسارعة للقضاء على حزب الله وتدمير بنيته الاساسية التى تمددت خارج عرين الحزب فى الجنوب اللبنانى واستمرار الحرب كان كفيلا ايضا بالقضاء على القوة العسكرية الإيرانية باستنزافها والتعاون على تصفية قادتها، لولا القرار الإيرانى الأخير بسحب هذه القوات إلى العراق. إن الحديث عن الخلافات الروسية الإيرانية فى سوريا لم يعد خفيا بل تناقلته وسائل الإعلام المختلفة وهو يرتكز على نقطتين أساسيتين وهما التسيق مع إسرائيل بما يسمح بمدها بمعلومات عن القوات الإيرانية وقوات حزب الله والثانية التصرف فى سوريا باعتبارها دولة محتلة تقرر روسيا ما تراه فيها دون الرجوع لأحد، كما انها تطلب كل المعلومات عن التحركات الإيرانية وقوات حزب الله ولا تسمح لأحد فى سوريا بمن فيهم النظام السورى بالحصول على أى معلومات عن تحركاتها وعملياتها أو حتى التشاور حول إدخال أسلحة أو جنود إلى داخل سوريا. سوريا إذن تحولت إلى نقاط شديدة الضعف فى قدرات إيران وحزب الله والصحف الإسرائيلية باتت تتحدث علانية إلى أن الضربات ضد حزب الله قد تكون فى سوريا.