رغم الدعوة العنصرية المقيتة التى أطلقها مؤخرًا المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية «دونالد ترامب» بفرض حظر على المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة وما صاحبها من جدل محلى وعالمى، إلا أن هناك مرشحًا آخر أكثر خطورة وأشد تطرفًا وعنصرية من «ترامب» يدعى «بن كارسون» لا تتجه إليه الأنظار، والغريب أنه جمهورى أيضًا، والأغرب أنه من سود أمريكا ذوى الأصول الإفريقية!! )1( ولد «بن كارسون» لأسرة فقيرة فى ديترويت 1951 م، وعانى كثيرًا خلال مشوار حياته لتلقى العلم حتى بات أحد أشهر جراحى الأعصاب فى العالم إذ أجرى أول عملية جراحية ناجحة لفصل توأمين متصلين عند الرأس. وقد منحه الرئيس السابق «جورج بوش الابن» فى 2009 م الوسام الرئاسى للحرية. كما تم تخليد قصة حياته وإنجازاته الاستثنائية فى فيلم «يدان موهوبتان» عام 2008م. وقد أطلق «بن كارسون» عدة تصريحات عنصرية خلال سباقه لنيل ثقة الجمهوريين لانتخابات الرئاسة فيما بعد «أوباما»، ومنها قيامه بوصف اللاجئين السوريين والعراقيين القادمين للولايات المتحدة ب«الكلاب المسعورة» تماشيًا مع الحملة التى أثيرت حولهم بعد هجمات باريس الأخيرة، وتوصية الكونجرس بعدم استقبالهم بأمريكا!!. )2( فى حوار أخير مع شبكة «إن بى سى» الأمريكية، عبّر «بن كارسون» عن اعتقاده بأن الاسلام لا ينسجم مع الدستور الأمريكى، مضيفًا: «لا أشجع ولا أتفق مع وصول شخص مسلم لتولى مسئولية هذا البلد»!!. ولم يكتف المرشح المحتمل لرئاسة أمريكا بما سبق، بل له تصريحات غريبة وشاذة أخرى- وفقًا ل«الجارديان» البريطانية- إذ يزعم أن «أهرامات مصر بناها النبى يوسف لتخزين الحبوب وليس لتكون مدافن للفراعنة»، وذلك على النقيض من كل نظريات علم الآثار!! ولإثبات «نظريته اللوذعية» فى علم الآثار، أفاد «الطبيب المرشح» أن حجم الفراعنة لا يبرر بناء أضرحة بهذا الحجم الضخم!! )3( تنسجم تصريحات «بن كارسون» العنصرية تمامًا مع اعتقاداته الدينية إذ ينتمى إلى طائفة السبتيين )الأدفنتست(، وهى طائفة غريبة عن الفكر المسيحى حيث تقترب من الفكر اليهودى عبر تقديس يوم السبت وليس الأحد، فضلًا عن انتظار المجىء «المادى» لحكم «المسيح الملك « كحكم أرضي، رغم إعلان المسيح الواضح فى الأناجيل )مملكتى ليست من هذا العالم( الأمر الذى يؤكد ارتباط هذه الطائفة بالمسيحية الصهيونية، علمًا بأن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية- لا سيما الراحل الكبير البابا شنودة الثالث- قد حذرت بشدة من هذه الطائفة ومعتقداتها الشاذة.