تحل اليوم الذكرى الرابعه لوفاة عامر منيب ونحن نرصد أهم محطات حياته وأبرز خطوات مشواره الفنى ، نشأ عامر منيب فى أسره فنيه خالصه حيث أن جدته هي الفنانة الراحلة مارى منيب . اعتاد عامر الذهاب مع جدته إلى مسرح نجيب الريحانى لمشاهدة أعمالها وأعمال زملائها من الفنانين، وكان مولعاً بالمسرح والتمثيل رغم عشقه الشديد للغناء وبعد أن توفيت جدته عندما كان في السادسة من عمره، عاد إلى حضن والده، تخرج عامر في كلية التجارة بجامعة عين شمس وحصل على البكالوريوس بتقدير جيد جداً وأصبح معيداً بجامعته، وكان يقضي أوقات الفراغ بالغناء لمشاهير الطرب مثل الراحل عبدالحليم حافظ ، إلى أن جاءته تذكرة وأوراق عقد سفر إلى أستراليا للحصول على الدكتوراه والعمل بإحدى الجامعات هناك، ولكن أثناء تواجده بأحد الفنادق وجد كبار الفنانين في هذه السهرة وفي نفس الفندق وهم: محمود يس ونورالشريف بالإضافة إلى الفنان فاروق الفيشاوى والموسيقار حلمى بكر . وقد ألح عليه زملاؤه للغناء، فقام عامر بأداء أغنية (الفن) وفوجئ جميع الحضور بصوت عامر وأظهروا إعجابهم الشديد جداً به وقاموا بدعوته للجلوس معهم وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لهم جميعا حينما اكتشفوا أنه حفيد الفنانة الكبيرة مارى منيب، وأخذه الموسيقار حلمى بكر وشجعه بشدة وطالبه بضرورة البقاء في مصر وعدم السفر لكون هناك مستقبل كبير ينتظره . وبالفعل قام عامر عقب عودته للمنزل بتمزيق تذكرة السفر، وفى اليوم التالي خضع بشكل كامل لدروس الأستاذ عاطف عبد الحميد "أستاذ الموسيقى الشهير " وتعلم عامر على يديه المقامات الموسيقيه، ثم قرر عامر تعلم فنون العزف على آلة البيانو، وبعد إجتيازه هذه الدروس قام بتكوين فرقة موسيقية صغيرة انتقل بالغناء بها في الفنادق الكبرى. ولم يكن له أغاني خاصة به بل كان يقدم أشهر وأجمل أغاني عبدالحليم حافظ وحقق بها شهرة جيدة. ثم قرر أن يكون له لون غنائي خاص به وإصدار ألبوم غنائي يحمل صوته بأغاني مستقلة له. وبالفعل بدأ عامر تجهيز ألبومه الأول على نفقته الخاصة ولكونه لم يكن يملك من المال ما يعينه على تنفيذ وإنتاج الألبوم فقد قام ببيع سيارته الخاصة بل واستدان من أصدقاءه لكي يتمكن من دفع أجر فرقته الموسيقية وحجز الاستوديو. ورغم ضيق اليد، أصر على أن يتعاون مع مجموعة من كبار الشعراء والملحنين رغم أجورهم المرتفعة مثل مدحت العدل وصلاح الشرنوبى ورياض الهمشرى وآخرين . وبالفعل أصدر الالبوم بعنوان" لمحى " فى فترة التسعينات . ورغم الدعاية المحدودة التي صاحبته إلا أن الألبوم حقق نجاحاً نسبياً دفعه للاستمرار على الساحة، حيث كتب بالألبوم شهادة ميلاده الفنية، فبدأت عروض شركات الإنتاج تتوالى عليه بعد أن أصبح له قاعدة جماهيرية نسبية من جمهور الشباب، فتوالت ألبوماته الناجحة بعد هذا حيث قام منذ هذا التوقيت بإصدار نحو عشرة ألبومات كان أنجحها البومي أيام وليالى وفاكر، ثم أطلق ألبوماته الأربعة الأخيرة حب العمر وهاعيش وكل ثانيه معاك، وكان من الطبيعى أن تلتفت له أنظار منتجي ومخرجي السينما تماما فتم إسناد بطولة فيلم سحر العيون له مع حلا شيحه ونيللى كريم وحقق نجاحاً جماهيرياً، حيث تجاوزت إيراداته حاجز المليوني والنصف مليون جنيه. ثم جاء فيلمه الثاني كيمو و أنتيمو مع مى عز الدين من تأليف محمد البيه، بالإضافة إلى فيلم الغواص مع داليا البحيرى من إخراج فخر الدين نجيدة، ولم يحقق الفيلمان المذكوران نجاحاً جماهيرياً يذكر وبرر عامر فشل التجربتين بالتوقيت السيئ الذي تم عرضهما فيه. وأخيراً فيلم كامل الأوصاف مع حلا شيحه، توفى عامر بعد صراع طويل مع مرض السرطان بعد أن عانى وسافر إلى ألمانيا لإستئصال جزء من القولون ولكن إشتد عليه المرض وتوفى 26 نوفمبر عام 2011 .