اضطر مقاتلون مناهضون للنظام الليبي إلي التقهقر بعد أن قصفت القوات الموالية للقذافي مدينة إجدابيا التي يهيمن عليها المقاتلون وهي موقع إستراتيجي شهد قتالا شديدا في الأسابيع القليلة الماضية. وشوهدت عشرات المركبات المزودة بمدافع ثقيلة التي يستعملها الثوار وهي تفر عبر إجدابيا مثيرة عاصفة من الغبار الرملي متوجهة إلي معقل الثوار في بنغازي التي تبعد 160 كيلو مترا شمالي إجدابيا. ويمثل قصف قوات القذافي للمدينة انتكاسة للثوار الذين أجبروا علي التقهقر بعد يوم من تقدمهم غربا حتي بلغوا أطراف مدينة البريقة النفطية التي تبعد مئة كيلومتر. وكانت قوات القذافي قد حاصرت إجدابيا الشهر الماضي بدبابات وحاملات جنود مدرعة وقوات مدفعية ثقيلة قبل أن تشتت الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي شمل القوات التي تحاصر المدينة، وتسمح للثوار بأن يعيدوا إصلاح شأن المدينة والتقدم غربا. وحالت حملة الحلف الجوية دون إلحاق هزيمة بالثوار في ساحة الحرب أمام قوات النظام الأفضل تدريبا وعتادا، لكنها لم تبلغ حد ترجيح كفة الثوار كلية، فيما استطاعت قوات القذافي أن توقف تقدم الثوار وتجعلهم يتقهقرون شرقا، إلا أنها لم تتمكن من دخول بنغازي، ويرجع هذا في جانب كبير منه إلي الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي علي قوات القذافي.