الإرهاب يضرب عواصم العالم، والخطر بات قريب من الجميع، كبيرهم وصغيرهم علي حد السواء، عناوين مفجعة تشغل قادة الدول العظمي هذه الأيام، كتلك الليلة الباريسية الدامية التي إهتز لها وجدان الأرض قبل البشر، طاولة العالم إنقلبت علي رؤوس قادتها، ولعبة الكراسي الموسيقية بدأت للتو، في رقصة هي أقرب للجنون تتهاوي فيها المواقف كما تتساقط أقنعة الوجوه. ودائرة المصالح لطختها الدماء، وللحديث عن الدماء يطول الشرح، فدماؤهم تختلف عن دماؤنا، وظنوا عبثاً أنهم بمنأي عن هذا الجنوح الفكري العابث الذي يبطش برؤوس البشرية وأناملها وأقدامها، وتناسوا أن صنيعتهم لابد وأن ترقد فوق رقابهم في وقت ما.. ومصر التي عانت من ويلات الإرهاب وحاربته بثبات مكنها من البقاء.. نعم إنه البقاء.. الذي لطالما حذرت مصر بلاد العالم من ضياعه وسط مخاوف حقيقية، وإستهانوا بمصر، وإستهانوا بخطر دقت لهم ناقوسه في يوم من الأيام.. وتابعت مصر تجربتها الفريدة في محاربة الإرهاب.. دون دعم القوي العظمي، وكانت مصر وحدها عظيمة. وربما لو فكرنا بطريقة عقلانية لوجدنا أنه ما من أحد قادر البطش برؤوس الشر، وزرع الأمل غير صاحبه، فالشأن شأننا ولا يعني غيرنا، فكل منا له خط حياته الخاص والذي تشابك مع كل ما مر به من أحداث في حياته، ولن يقدر أو يتفهم أحد غير صاحب هذا الخط ما به وما له وعليه من أحكام وأحلام والوصفة السحرية التي نرغبها جميعاً وبشأنها قادرة علي أن تقوم وتسمو بخط حياتنا لن يعرفها سوي صاحب الخط، فشعابه كأعماق البحار لا يدركها سوي أهل البحار ولهذا الخط شعيرات صغيرة كتلك التي نراها في رسم الأعصاب، ولا يعرف سرها ولما تعالت في هذه النقطه ولما تهاوت في نقطة أخري سوي صاحبها فمنه تعالت ومن أجله هوت، ووحده فقط القادر علي ترجمة ما تنطق به من حكي ومفردات. وهذا بالمختصر يلخص كيف ولماذا صمدت مصر وحدها فريدة جديرة قوية دون دعم ممن تهاون أو حتي إستهان !