أكدت صحيفة ' الخليج ' الكويتية، أن حادثا عابرا لا يمكن أن يؤثر علي العلاقات المصرية - الكويتية الوثيقة، وقال : ' بين الكويت ومصر من الصلات والوشائج، ما يجعلنا مطمئنين تماما إلي أن حادثا عابرا وفرديا لا يمكن أن يؤثر سلبا في العلاقات الوثيقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين. وأضاف رئيس تحرير صحيفة ' الخليج ' أحمد بهبهاني : في افتتاحية العدد الصادر صباح اليوم' الثلاثاء ' لست أبالغ حين أقرر أن هذين الشعبين هما من أكثر شعوب الأرض وفاء، فهذه حقيقة يلمسها الجميع، كما أن وقائع تاريخية كثيرة برهنت علي صحتها.. لذلك فإن الكويتيين لم ينسوا يوما، ولن ينسوا أبدا أن أول بعثة تعليمية وفدت إلي الكويت لتعليم أبنائها، جاءتنا من مصر، وقت أن كان عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وزيرا للمعارف 'التعليم'، ونحن ندين بالفضل لهؤلاء المعلمين الأوائل، تماما كما نقدر لمن جاء بعدهم من معلمين وأساتذة جامعة وقضاة وأطباء ومهندسين وموظفين تقنيين وإداريين في مختلف التخصصات وعمال، ما قاموا به من جهود، وما أدوه من دور لا ينكره إلا جاحد، في نهضة الكويت وعمرانها وتقدمها. وأشار الي أن الكويتيين لا ينسون أيضا دور أدباء وفناني مصر في بناء الثقافية والفنية، وأن الذي وضع لبنات الفن المسرحي في الكويت، هو الفنان المصري القدير الراحل زكي طليمات، والذي قدم لنا جيلا من عمالقة الفن الذين مازالوا يمتعوننا بفنهم وعطائهم الجميل. وقال رئيس تحرير جريدة الخليج ' أما موقف مصر من الغزو الغادر الذي قام به صدام حسين للكويت في العام 1990، فإنه مسجل ومحفور بأحرف من نور في صفحات التاريخ، فقد قادت مصر وقتها موقفا عربيا شجاعا، تأييدا للحق الكويتي وللشرعية الكويتية، وتصدت للذين أرادوا 'تمييع' المواقف، أو 'اللعب علي كل الحبال'، ورفضت كل وسائل التسويف والمماطلة، وأصرت علي موقف حازم وقاطع في تأييد تشكيل تحالف دولي لإخراج الغزاة من الكويت، ولم تكتف بالموقف السياسي، بل شارك جيشها في حرب التحرير، حتي عادت الكويت إلي أهلها طاهرة محررة. وأضاف ' نحن علي يقين أيضا من إخواننا المصريين يذكرون للكويت أنها الدولة التي لم تتخلّ عن مصر يوما، ولم تبخل قط بأي لون من ألوان الدعم الذي تستطيع تقديمه، اقتصاديا وسياسيا وحتي عسكريا، فكما امتزج الدم الكويتي والمصري في حرب تحرير الكويت، فقد سبق أن امتزج أيضا في أرض سيناء المصرية، خلال حربي 1967 و1973، وسقط علي 'أرض الفيروز' شهداء كويتيون افتدوا بأرواحهم تراب مصر الطهور، إيمانا منهم ومنا جميعا، بأن الأمة العربية نضالها واحد، وهدفها واحد، وعدوها أيضا واحد '. وأوضح ' أن الكافة يعرفون أيضا أن العلاقات بين الكويت ومصر قد ازدادت قوة ورسوخا، بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة المسؤولية، وأن قيادتي الدولتين حريصتان أشد الحرص علي تطوير هذه العلاقات وتنميتها في كل المجالات، كما أن الكويت ساندت كل الخطوات التي اتخذتها القيادة المصرية لدعم أمن واستقرار مصر الشقيقة، واستكمال خطوات 'خارطة الطريق' الهادفة إلي تعزيز الاستقرار، وإعادة بناء المؤسسات الدستورية، وإعادة إطلاق عجلة التنمية والاستثمار بكل قوة '. وأشار بهبهاني الي أن هناك من ينفخون في نار الفتنة، ليشعلوها نارا، ويتخذوا من حادثة فردية وسيلة لضرب العلاقات القوية والراسخة، ومحاولة الإيهام بأن هناك 'أزمة'، مع أن هذه الأزمة لا وجود لها إلا في عقول هؤلاء العابثين، خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي، التي يستثمر بعض المتعاملين معها نقص المعلومات لدي العامة، ويروج لشائعات وأكاذيب كثيرة، علي الرغم من أن الذين يعايشون الأحداث عن قرب وبموضوعية، يعرفون أن الجهات الأمنية في الكويت ومصر تعاملت مع 'حادثتي حولي والمنيا بتحضر ومسؤولية، ووضعتها في إطارها القانوني الخالص، بعيدا عن أي توظيف سياسي أو إعلامي أراد البعض جرنا إليه، وفي خلال دقائق من وقوع الحادث كانت قد ألقت القبض علي جميع المتورطين فيه، وقدمتهم إلي القضاء لينالوا جزاءهم العادل.. والكل يعرف أن الكويت دولة قانون، وأن هذا القانون يستوي أمامه المواطن والمقيم، وأن القضاء الكويتي ينتصف دوما لكل صاحب حق، من دون النظر إلي هوية أو عرق أو دين من يختصمون أمامه. وأكد في نهاية افتتاحية صحيفة ' الخليج ' أن هؤلاء العابثين واهمون، إذا تصوروا أنهم قادرون علي إفساد ما بين الدولتين والشعبين الشقيقين، فما بينهما أكبر وأرسخ من كل ذلك العبث، وهما قد واجهتا علي مر تاريخهما تجارب ومحنا أكبر وأخطر، لكن الدولتين صدتا كل محاولات الفتن، وبقيت روابطهما قوية ومتينة، بل وتتطور كل يوم، وستظل تتطور، و'تكنس' في طريقها كل محاولات العبث ومساعي الفتنة، وترد كيد الكائدين إلي نحورهم، ويبقي الكويتيون والمصريون إخوة أشقاء، لا يفرق بينهم شيء، ولا ينال من مودتهم أحد