ستظل واحتنا وحزننا.. حلمنا وجرحنا.. أملنا وثأرنا.. نشيدنا الدائم الحالم بالعودة.. ولحننا الصامد القابض علي جمر التوحد.. منذ النكبة، وهي تمثل إيقاع الإبداع، وتشكل سدي ولحمة الفنون والآداب.. شكلت ملامحها ملامح اللوحة، والقصيدة, والمسرحية، والأغنية، والفيلم.. وغلفت أحزانها وجدان الشعراء والروائيين والرسامين.. نسج حلم العودة إليها ثوب الابداع العربي, ورسم جرح فقدها ملامح الصمود الصامد في إبداع المقاومة، بل لقد شكلت بأحزانها وجراحها ملامح أخري للقصيدة والرواية والمسرحية التي حددت طريقًا واحدًا إليها لا يمر إلا من فوهة بندقية.. وظلت تلهم المبدع المحارب الذي لم يتراجع يومًا عن حلم استعادتها من النهر إلي البحر.. فالمبدع لا يعرف المساومة.. وهي لا تقبل إلا عودة الحق كاملاً.. ألهمت الإبداع العربي منذ العشرينيات طريق الصمود.. ورفض المهانة.. وحفرت نهر الالتزام الابداعي لمبدعي الأمة الذين قبضوا ومازالوا يقبضون علي جمر الحلم بعودتها في قلب أمتها واحة, وزهرة, وحمامة جميلة لسلام الشعوب العادل القائم علي القوة والكبرياء والانتصار.. وحدت مأساتها وجدان الأمة وشكل صمودها ملامح عروبة الفنون العربية فتحريرها واستعادتها وانتصارها يمر حتمًا من فوهة بندقية 'عربية' وعبر وجدان عربي شارك – ويشارك- في صنعه الفنان العربي الحالم دائمًا بالنصر.. المؤمن –رغم حلكة الظلام – بميلاد فجر الحرية والعدل والتوحد القومي الجميل.. واليوم تقف فلسطين وحدها عارية الصدر أمام العنصرية الصهيونية تقاوم في القدس العربية مؤامرات التهويد والتدمير وتدافع عن الأقصي بمفردها تتلقي الرصاص الخسيس من العدو المتغطرس وتقدم يوميا أبناءها وبناتها شهداء للوطن والعروبة و رغم هذا لم يتحرك أحد من الملتحفين العلم الأمريكي الساعين بين الكونجرس والبيت الابيض من الحجاج الي واشنطن البائسين.. حتي الذين كانوا يهتفون 'خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود' من غلاة الاخوان والسلفيين وتاجروا بالقضية سنوات وسنوات بلعوا ألسنتهم لأن اي اعتراض علي ماتفعلة اسرائيل سيغضب اسيادهم في البيت الأبيض والنتيجة أن أبناءها يتصدون للاحتلال والتهويد عزلا من السلاح ورغم هذا لم يكتب الشعراء قصيدة واحدة ولم يكتب الكتاب قصة واحدة ولم يغن المطربون أغنية واحدة ولم يهتم كتاب الأعمده المملة بما يحدث وكأنه يحدث في المريخ. ياسادة إنها فلسطين العربية التي تقاتل الآن دون نصير.. فلسطين التي استشهد من أجل حريتها الآف المصريين والعراقيين والسوريين واللبنانيين والجزائريين، فلسطين ياسادة تقف وحيدة دون مجير.. لكنني رغم مرارة المشهدمؤمن بأنها ستقاتل حتي النصر وستظل قنديل العروبة الساطع في ظلام التشرذم ترشد المخلصين إلي فجر خلاصها القادم حتمًا.. رغم نذالة الأنذال وتفريط المفرطين.