وُلد محمود خليل الحصري في سبتمبر 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، وكان والده قبل ولادته قد انتقل من محافظة الفيوم إلي هذه القرية التي ولد فيها، أدخله والده الكتاب ليحفظ القرآن وأتم الحفظ في الثامنة من عمره، وانضم إلي المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر. أخذ شهاداته في علم القراءات ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وتقدم إلي امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول علي المتقدمين للامتحان في الإذاعة، وبعدهاعين قارئا للمسجد الاحمدي بطنطا كماعين قارئا لمسجد الحسين بالقاهرة. كان أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم وهو أول من نادي بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعي مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادي بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقري، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة. أدرك الشيخ الحصري منذ وقت مبكر أهمية تجويد القرآن في فهم القرآن وتوصيل رسالته، فالقراءة عنده علم وأصول، فهو يري أن ترتيل القرآن يجسد المفردات القرآنية تجسيدًا حيًا، ومن ثَمَّ يجسد مدلولها التي ترمي إليها تلك المفردات كما أن ترتيل القرآن يضع القارئ في مواجهة عقلانية مع النص القرآني، تُشعر القارئ له بالمسؤولية الملقاة علي عاتقه، تزوج عام 1938م، وكانت معظم مسؤوليات التربية تقع علي كاهل زوجته بسبب انشغاله بعمله وأسفاره. كان الشيخ أول من ابتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان وقراءة القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند في حضور الرئيس الأول بالهند في حضور الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس جواهر لال نهرو وزعيم المسلمين بالهند، وهوأول من رتل القرآن في القصر الملكي في لندن، وأول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكي. كان حريصا في أواخر أيامه علي تشييد مسجد ومعهد ديني ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصي في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر، وتوفي في نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.