عمر المختار محمد فرحات بن عبد مناف، وُلد في البطنان ببرقة في الجبل الأخضر عام 1862، وكفله أبوه وعني بتربيته تربيةً إسلاميَّة حميدة مستمدة من تعاليم الحركة السنوسية القائمة علي القرآن والسنَّة النبويَّة. مُقاوم ليبي حارب قوات الغزو الإيطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلي عام 1911، وقد حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلي أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة علي الرغم من أنه كان كبيرًا عليلًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعاني من الحمّي. كان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء علي الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهي الأمر بأن طُرد الطليان من البلاد. حصد عمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يُقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من نير الاستعمار الأوروبي في حينها، وحثت المقاومين علي التحرّك، وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّق علي حبل المشنقة تعاطف أشخاص أكثر، من العالمين الشرقي والغربي علي حد سواء، فكبر المختار في أذهان الناس وأصبح بطلًا شهيدًا. رثا عدد من الشعراء المختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفي العقَّاد حمل عنوان 'أسد الصحراء'، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي الأمريكي أنطوني كوين دور عمر المختار.