أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصي المبارك الشيخ محمد حسين البدء بإجراءات بناء كنيس جديد يحمل اسم 'جوهرة إسرائيل' يبعد نحو 200 متر عن المسجد الأقصي المبارك من جهته الغربية، في حارة الشرف التي استولي عليها اليهود عام 1967 وحولوها إلي حي استيطاني يهودي. وقال الشيخ حسين - في بيان صحفي اليوم /الأربعاء/ - 'إن الكنيس يقام علي أنقاض وقف إسلامي، محذرا من خطورة تطويق المسجد الأقصي بسلسلة من الكنس والحدائق التوراتية، والتي كان منها 'كنيس الخراب'، وذلك سعيا لتهويد الأقصي ومحيطه والقدس برمتها في مقابل طمس كل أثر إسلامي وعربي في مدينة القدس والمناطق الفلسطينية المحيطة بها'. وأوضح أن هذه المخططات تأتي ضمن إطار سياسة مبرمجة تهدف إلي فرض الأمر الواقع علي الأرض من خلال الإجراءات المباشرة وغير المباشرة التي تخدم هذا الهدف، حيث قامت سلطات الاحتلال ببناء عشرات الكنس والمدارس الدينية اليهودية في البلدة القديمة بهدف تهويدها وطرد السكان العرب الفلسطينيين منها. وأكد الشيخ حسين أن مدينة القدس إسلامية الوجه، عربية الهوية، ولن يسلبها الاحتلال هذه الحقيقة مهما أوغل في الإجرام وتزييف الحقائق. وناشد العالمين العربي والإسلامي العمل بكل الإمكانات والفعاليات لمنع سلطات الاحتلال عما تخطط له من تدمير للمدينة المقدسة، ودرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصي المبارك ومدينة القدس والقضية الفلسطينية، داعيا محبي السلام في العالم للوقوف في وجه آلة العدوان الإسرائيلي التي تمارس أبشع جرائم الحرب ضد أبناء فلسطين بعامة، ومدينة القدس وأبنائها بخاصة. وكانت مصادر مقدسية قد كشفت أن الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية في القدس يعتزم نشر مناقصة لبناء كنيس ضخم في البلدة القديمة يحمل اسم 'جوهرة إسرائيل' مقبب بارتفاع نحو 23 مترا، علي ست طبقات 'أدوار' بمساحة بناء إجمالية قدرها 1400 متر مربع، وعلي مساحة 378 م2 بدعم مباشر من الحكومة الإسرائيلية وبتكلفة نحو 50 مليون شيكل '13 مليون دولار'. وأشار المركز الإعلامي لشئون القدس 'كيوبرس' إلي أن الهدف من المخطط التهويدي هو 'استنبات مواقع يهودية مقدسة في قلب القدس القديمة، وزرع مبان مقببة توحي لأقدمية الوجود اليهودي في القدس، وتشويه الفضاء العام في القدس'. وأوضح أن هذا الكنيس سيكون الثاني من حيث الضخامة والعلو في القدس القديمة بعد 'كنيس الخراب'، وسيقام في 'حارة الشرف' التي استولي عليها الاحتلال عام 1967، وحولها إلي حي استيطاني باسم 'الحي اليهودي' علي بعد عشرات الأمتار غربي المسجد الأقصي ومنطقة البراق. وبحسب المركز، فإن الاحتلال سيقيم الكنيس علي ستة طوابق، اثنين تحت الأرض، الأول منها لعرض موجودات أثرية يدعي أنها بقايا كنيس يهودي قديم من ضمنها مغطس للطهارة، والثاني يخصص ليكون حمامات للرجال ومبان للدعم التقني، أما الطابق الثالث والذي سيكون بالتوازي مع مستوي الشارع الموجود أي سيكون بمثابة الطابق الأول فوق الأرض، فسيخصص كمدخل وحمامات للنساء، والطابق الرابع 'الثاني فوق الأرض' فيكون بمثابة القاعة الكبيرة للكنيس ويحتوي علي كراس وقاعات لصلوات اليهود، وخزانة التوراة. وأضاف أن الطابق الخامس فسيكون عبارة عن كنيس مخصص للنساء، في حين سيكون السادس بمثابة مطلة تشرف علي مباني القدس القديمة ومحيطها، بحيث ستكون الطوابق الثلاثة الأخيرة مرتبطة مع بعضها يعلوها قبة عالية تختم البناء. وستخصص أجنحة وغرف في المبني العام للكنيس كمركز زوار يروج للتراث اليهودي في القدس - بحسب ادعائهم - كما سيتم إجراء تغييرات في الفناء القريب من الكنيس، ونصب مقاعد واستراحات مظللة للجمهور العام في خطوة لجذب الزوار اليهود والأجانب.