لا يمكن وكما قال الله في كتابه أن تستوي الظلمات والنور لكي يعلمنا أن نفصل في الحياة التي وهبنا الله إياها بين سلوك الإنسان وعمله فيها وبين طريق الخير وطريق الشر لأن خلقه للإنسان في هذه الدنيا ليس سدي فإما جنة وإما نار, ولهذا لا يستوي الذين يعملون مع الذين لا يعملون, ولا يستوي المتعبدون مع الضالين فيها ولا يستوي الخبيث مع الطيب ولا أهل النور مع أهل الظلام، فأهل النور وعبر الأزمنة هم الذين يؤدون العبادات بأركانها حتي أهلتهم فوجهوا قبلتهم نحو القيم والسلوك القويم فصدقوا العهد مع النفس ومع العباد بالالتزام بالفضائل والمثل العليا في العبادة والعمل أيا كان هذا العمل مادام جوهره ابتغاء مرضات الله وخدمة الناس ولهذا تجد أهل النور في الدنيا هم الذين يقومون طوال حياتهم بالإعمار في الأرض وتري قلوبهم عامرة بروح الإيمان ووجوههم مستبشرة حتي يزيدهم الله من نعمه وفضله لأنهم لا يبخلون عن خدمة دينهم وأوطانهم فهم أهل العمل وهم الذين يخافون الله في كل أوقاتهم سرا وعلانية حتي يمكنهم الله ويمدهم بنور الهداية والعلم والبصيرة ولهذا فقد عاشوا وهم لا يعرفون غير الحق والخير سبيلا لأنهم هم الذين يقدرون النعم من حولهم فيشكرون الله عليها ويلتزمون بالعبادة ولا يخونون ولهذا فقد ظلوا ومازالوا عبر الأزمنة أركانًا قوية للدين والأوطان وجاء قول الله فيهم 'يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه نورهم يسعي بين أيديهم وبإيمانهم'، أما أهل الظلام فهم هؤلاء المنافقون المخادعون لدينهم ودنياهم عبر العصور وهؤلاء قلوبهم معطوبة ومليئة بالحقد والكراهية والبغضاء لأنهم عماة البصيرة وعماة القلوب ومثلهم وكما قال القرآن ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدًا لأنه وكما نبه الله رسوله فيهم 'وإن تدعهم إلي الهدي فلن يهتدوا إذا أبدا'، وجزاؤهم وكما قال الله 'أن يقتلوا أو يصلبوا أو ينفوا من الأرض لأنهم - ومهما طال الزمان - يعودون إلينا في صور إجرامية مختلفة مفادها أنهم عازمون علي الظلم والجور والقتل والخيانة والغدر والتشدد والخراب في الأرض والفساد والإفساد فيها وللأسف باسم الدين, ولهذا فإن مصيرهم وكما عرفتنا الأزمنة التخبط والسقوط في هاوية الظلام استحقاقا لما فعلوه من ترويج الباطل وتشويه الدين وخيانة الأوطان وقتل الأبرياء واستمالتهم لعقول البسطاء وضعفاء العلم والإيمان بالتضليل والتكفير, إن هؤلاء وعبر الأزمنة سعوا دائما لإطفاء نور الله في الكون والخلق ولكنهم ولجهلهم وصلفهم تحدوا الله فخسروا وضل سعيهم عندما أتم الله نوره علي الكون وعلي أهل النور والإيمان، وهؤلاء لا يتعظون أبدا لأنهم أعداء لأنفسهم ولا يعرفون إلا الجهل والشر مما جعلهم مكانا خصبا يرتع فيه الشيطان فاختارهم وجعلهم ليكونوا أهل الإجرام والنفاق والباطل ومثلهم مثل هؤلاء الإرهابيين والتكفيريين الذين يعيشون بيننا في بلداننا يخربون ويغتالون ويسفكون الدماء ويخونون ويشكلون خطرًا علي الأديان والإنسانية فلا تنفع معهم هداية أو علم أو فكر أو سجن وسيبقون بذلك عميانا في الدنيا والآخرة لأنهم ورغم الرسل والكتب السماوية التي أرسلها الله عبر الأزمنة مازالوا يعيشون في الظلمات يحرضون علي القتل والعنف والخراب ويحرفون الدين غير عابئين بحلاله وحرامه لأن مثلهم أيضا وكما قال الله فيهم 'كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين' فأين هم من أهل النور الأتقياء أهل العلم والعمل أهل الدفاع عن الدين والأوطان؟! أين هم من الشهداء الذين وعدهم الله بالفضل والجود والبشري في الدنيا والآخره عندما أدخل الله النور في قلوبهم وبشرهم بالجنة ونعيمها أحياءًا عند ربهم يرزقون؟!.