قيل لإبليس الإنس: لماذا نري الهمَّ يعتصرك، والحزن يقتلك، والغم يصرعك؟! فأجاب بألمٍ غليظ: لأنني لا أستطيع غواية بني آدم، ومصر تهنأ بسلام'! وقال إبليس الجن، وهو يتحسَّر علي أحلامه العريضة، وهي تتبخَّر أمام ناظريه: 'أُراني، لن أقيم دولتي بين الناس، ومصر ترفع راية الدين الحق، وأنوار الوئام بين أبنائها البررة'! وقال 'هِملاج' الشر، وهو يتمعَّر أسفاً وكآبةً: 'كيف نقضي علي الخير، ونقيم دولتنا، ومصر تنعم بالحرية، والرخاء'؟! فلماذا مصر بالذات، هي التي يتآمر عليها المتآمرون، ويتحالف ضدها الخائنون، ويجتمع لوأدها المردة الشائهون، ويقف في وجهها المرجفون، المنافقون، اللاعقون لدماء الإنسانية، الوالغون في عِرض الكرامة والقيم الأخلاقية؟! فهذا حديثٌ جميلٌ طريفٌ طويل، سجَّلته صفحات التاريخ بأمانةٍ تامة، عن مصر الأديان، والأخلاق، والحضارة، والنهضة، والخير، والقوة، والعدل.. تاريخ بداية الحق الإنساني علي أرض مصر، وتاريخ عودة الحق الإنساني علي أرض مصر، وتاريخ نصرة الحق الإنساني علي أرض مصر! فمَن أراد احتلال العالم، فعليه أن يحكم مصر! ومَن أراد دولة العلم والإيمان، فليبدأ من مصر! ومن أراد أن يقضي علي دولة الحق، والعدل، والخير، فليقضِ علي قوة مصر، ووسطية مصر، وأخلاق مصر، وشهامة مصر، إنْ استطاع إلي ذلك سبيلاً! وهيهات.. هيهات، يا عبد اللات، والقات، والرفات، والشاة، والظات، والهات! نعم، عندما رأيتهم، بجسومهم الواكحة، وسِحَنِهم الكائحة، وأعينهم الظائحة، ولِحاهم الجائحة، وذيولهم الرائحة، قلتُ فيهم شِعراً: عددتُ لهم فضائلَ مِصْرَ، فازوَرَّتْ منهم أنوفٌ تلعقُ الصَّخرا! لا، بل، قلتُ أيضاً فيهم في قصيدة أخري، عارضاً غباءهم، ومسخهم، وتناطحهم، وتهارشهم وراء عظمة كلب أجرب، في بادية الأناضول التي لا تطلع عليها الشمس، وفي خرابة قطر، وما أدراك ما خرابة قطر؟!: 'مُتأخْوِنونَ' بفِسقهم يتري متربِّصون، ودينهم كُفرا! ولِحيً تُغِيرُ بسُمِّها فُجْرا ونُهيً رَوَتْ بغبائها بحرا! قد ناصبوا شمسَ الحقيقةِ غيظهم! بنُباحِهم، وضُراطِهم بَعرا! يا أيها المتعوسُ، في بُغْضِ الهوي أحْطِئْ، فأنتَ لأقذرُ القذرا! مُتدافِعون وراء عَظْمةٍ تهرا مُتناهِقون، وصوتهم نُكرا! مُتهارِشون وذيلُهم يَظْوَي مُتراضِعون كِلابَهم فَجْرا! 'متأسلمون' بزيفهم رِدءا مُتناطِحون، فكبشُهم فأرا! ف'إمامهم' بنهيقهِ وِزرا مُتصايحٌ ومُعاقرٌ خمرا! فشبابهم ونساؤهم تلهو بزبيبةٍ وذُبابةٍ سُكْرا! ف'دوابُهم' من جُرمِهم تدعو وحمارهم مِن بُغضِهم جأرا! فهؤلاء العدميون، الانتهازيون، الفاقدون للأهلية، وللقدرة العقلية، وللكرامة الإنسانية، وللكرامة الوطنية، وللأخلاق الإنسانية، وللأديان السماوية والأرضية.. يُدركون بحق حجم مصر، ومكانة مصر، ووزن مصر، و ثِقَل مصر، وحضارة مصر، وقوة مصر، وتاريخ مصر، وعراقة مصر، وأخلاق مصر، ودور مصر، وجغرافية مصر، وسياسة مصر، وجيش مصر، وشرطة مصر، وقضاء مصر، ورجال مصر، وأزهر مصر، وكنيسة مصر، وثقافة مصر، وفن مصر.. فأرادوا إهالة التراب، والهِباب، والخراب، والسِّباب، والدواب، والنِّقاب، والغُراب، والضِّراب، والحِراب، والجِراب علي مصر، بأية طريقةٍ ممكنة، ووسيلة مُجرِمة، وخُطَّةٍ مُجَرَّبة، وعمالةٍ مفتَضَحة، وخيانةٍ مُتَّضَعة، ونِخاسةٍ معروفة، وقوادةٍ مفضوحة، وصَهَينةٍ مرذولة، وأمرَكةٍ موبوءة! فقد سمعوا، وهم الذين هجروا القرآن طويلاً طويلاً، لقراءة رسائل حسن البنا كثيراً كثيراً! فهالهم، وأزعجهم، وأربكهم، وأتعسهم، وأحزنهم، أن يسمعوا القرآن يقول في سورة'يوسف:99' عن مصر المحروسة المطمئنة المؤمنة الآمنة الهانئة الوادعة: 'ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين'! لا، بل سمعوا، وهم الجهلة العميان العميان.. فأغاظهم أن يسمعوا'سِفْر أشعياء 19: 25' يقول بغبطةٍ وسرور: 'مُبارَكٌ شَعبي مِصْر'! وأزعجهم كثيراً كثيراً، أن يسمعوا كذلك: 'هو ذا الربُّ راكبٌ علي سحابةٍ سريعةٍ، وقادمٌ إلي مصر' 'سِفْر أشعياء 1:19'! وأغضبهم أغضبهم أن يسمعوا أيضاً: 'فتهذَّب موسي بكلِّ حِكمة المِصريين، وكان مُقتدِراً في الأقوال والأفعال''سِفر أعمال الرسل 7: 22'! فماذا يفعلون؟! بل، ماذا يقترفون؟! بل، ماذا يصنعون؟! وحديث مصر في الكُتُب السماوية، لا حصر له، ولا نهاية! ومكانة مصر في الكُتُب المقدسة تربو علي التواتر، واليقين، والحقيقة! فلا جرم، كانت حربهم الكبري الخاسرة الخاسرة، حرب الفُجّار الفجار علي أهل الأذكار، والوصايا، والعهود، والمواثيق! كانت حرب الإخوان علي مصر التوراة، والزبور، والإنجيل، والقرآن! كانت حرب الشيطان علي أهل الرحمن! كانت حرب إخوان مسيلمة، وأردوغان، وأوباما، ونتنياهو، وخامنئي علي مصر الإسلام، والسلام، والإيمان! فهل، تنتصر الثعالي علي السباع؟! وهل تظفر الأتان بالنمور؟! وهل تقدر الحدأة علي مناوشة النسور؟! وهل تقوي الحرباء علي منازلة الديناصور؟! فقريباً جداً جداً، سيمثل أردوغان أمام العدالة، وسيُحاكَم أوباما، ونتنياهو، وكاميرون، وميركل، وخامنئي، بتهمة دعم ميليشيات الإخوان الإرهابية، وستنتهي حلقات الدراما المزعجة في الشرق الأوسط! وستبقي بحق، مصر العزة، والانتصار!