يهل علينا شهر الصوم كل عام، بالخيرات والنعم والجود والكرم من الله عز وجل لعباده الذين يحسنون طاعته ومرضاته طيلة أيام وليالي الشهر الفضيل، فالصوم الذي يهذب النفس وينقي الروح ويسمو بالأخلاق هو سمة هذا الشهر، ولذلك فان الله عز وجل يصفد الشياطين فيرمضان، وبالتالي فإن أمر المسلم متروك بيده دون إغواء بالمعصية والبعد عن العبادات، ومن هنا يكون رمضان فرصة للالتزام بالخلق القويموصحيح الدين. يأتي رمضان هذا العام وقد جرت في نهر الاخلاق مياه كثيرة، ودخلت علي مجتمعنا للأسف الشديد كثير من المتغيرات التي جعلت من الالتزامبما يتفق من سلوكيات مع صفات المسلم الحق، أمرا يحتاج إلي وقفة مع النفس، فالتقرب إلي الله عز وجل بالصوم والزكاة والصلاة وقراءةالقرآن، أصبحت عند البعض منا، غير ملزمة. في شهر الصوم أصبحنا نجد المفطرين جهارا نهارا دون احترام لنواهي الله عز وجل، بعدم الافطار إلا بعذر شرعي، هذه الظاهرة التيانتشرت منذ عدة سنوات، تحتاج من القائمين علي أمور الدعوة التوقف عندها، وبحث سبل مجابهتها، حتي لاتصبح الاستهانة بآداب الشهرالكريم أمرا عاديا. سلوكيات الشارع أيضا، لم تعد كما كانت في الماضي تتسم بالروحانيات العالية ورقي الاخلاق، بل علي العكس، أصبحنا نري في نهاررمضان مشاجرات وسباب وحتي تعد بالضرب، علي أتفه الاسباب، والسبب الذي يتصدر قائمة المبررات 'ان الدنيا صيام والناس مش متحملة، والحقيقة أن في الصوم تقويما للنفس وليس العكس، وبالتالي فان الصائم بهذا التبرير يبعد تماما عن المقصد الحقيقي من حكمة الصوم. فيما مضي من سنوات عمرنا كنا نتلمس روحانيات الشهر في كل مكان، وكانت قيم ومعاني الصوم تتجلي في كل السلوكيات.. أما الآن فقدتبدل الحال، وبناء عليه يجب أن نعلم أن رمضان منحة ألهية لعباده وفرصة يجب اغتنامها، وأن نصوم الشهر ايمانا واحتسابا، ليغفر لناماتقدم من ذنب وما تأخر..