يحتفل الصينيون غدا بعيد قوارب التنين أو ما يسمي بالصينية بعيد 'دوان وو' الذي يعتبر أحد الأعياد التقليدية الصينية القديمة حيث يعد تناول مثلثات الأرز الملفوفة بأوراق القصب وسباق زوارق التنين وتعليق أكياس العطر في رقاب الأطفال هي النشاطات الرئيسية للاحتفال بهذا العيد الذي يقال أنه لإحياء ذكري تشيو يوان وهو الشاعر الوطني العظيم في الصين القديمة. وفي اللغة الصينية، يعني دوان مطلع الشهر، كما يسمي الشهر الخامس في التقويم القمري الصيني بشهر وو. فيعني دوان وو اليوم الخامس من شهر الخامس للعام القمري الصيني وهذا العيد يطلق عليه أيضا عيد دوان يانغ أوعيد الخمسة المزدوجة. واحتراما منها للتقاليد الصينية، قررت الحكومة الصينية إدراج هذا العيد الشعبي ضمن قائمة الأعياد الرسمية الصينية حيث يعتبر يوم العيد هو يوم عطلة رسمية بالدولة. ويقال ان الشاعر تشيو يوان عاش منذ أكثر من ألفي عام في عصر الدويلات السبع المتحاربة :تشي، تشو، يان، هان، تشاو، وي، وتشين، ثم أرادت مملكة تشين، التي كانت الأقوي بين تلك الدويلات، ضم الدويلات الست الأخري. وكان تشيو يوان رجلا ذكيا واسع الأفق والمعرفة كما كان مسئولاً رفيع المستوي ذا كفاءة عالية في دويلة تشو، وكان يدعو إلي الإصلاح السياسي في دويلته والتحالف مع الدويلات الأخري للوقوف في وجه مملكة تشين، كما قدم للملك الكثير من الخطط والمقترحات حول إدارة الشؤون الداخلية والخارجية للمملكة، ولكن هذه المقترحات والأفكار كانت دائما ما تحظي برفض ومعارضة المسؤولين المحافظين في الحكومة، الذين نددوا به وشهروا بسمعته باستمرار أمام الملك لكي لا يقربه منه ولا يستعين به حتي وصل الأمر في النهاية إلي أن تم عزله ونفيه. وحزن الشاعر تشيو يوان حزنا شديدا ولم يقبل حقيقة الاستبعاد والعزل، فكتب الكثير من الأشعار الجميلة التي لا تزال محفوظة حتي اليوم والتي عبر فيها عن تطلعاته الوطنية والمشاعر الغاضبة الحزينة التي تجيش في نفسه. وحسب السجلات التاريخية، فإن الشاعر تشيو يوان نفي من بلاده إلي منطقة نهر مي لوه بمقاطعة هونان قبل وفاته، حيث وجد احتراما بالغا من قبل المحليين هناك. وبعد مدة، انهزمت مملكة تشو خلال معاركها مع جيش مملكة تشين مما أدي إلي زوالها في النهاية وعندما سمع تشيو يوان بهذا الخبر، شعر بيأس كبير وأصيب بحالة من الحزن الشديد، ولم يقبل تلك الحقيقة، فألقي نفسه في نهر مي لو منتحرا في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم القمري الصيني في عام 278 ق م. وما إن سمع الناس هذا الخبر، حتي هرعوا إلي جانب النهر وأبحر بعضهم بالقوارب لانتشال جثمان تشيو يوان، وبعضهم قام برمي قطع الخيزران المحشوة بالأرز في النهر باستمرار رغبة في إبعاد الأسماك والحيوانات المائية خشية أن تأكل جثمانه. هذا ومنذ ذلك الوقت، كلما يحل هذا اليوم يأتي الناس إلي جانب النهر أو يجدفون القوارب إلي قلب النهر لرش قطع الخيزران المحشوة بالأرز إلي المياه لإحياء ذكري هذا الشاعر الوطني ولإذكاء أخلاقه الحميدة. ومع مرور الأيام، تغيرت قطع الخيزران المحشوة بالأرز إلي طعام زونغ زي، وهو نوع من طعام الأرز الملفوف بأوراق القصب أو البامبو، وأصبح تجديف قوارب التنين في الأنهار والبحيرات وإقامة سباقات لتلك القوارب تقليدا شعبيا.