أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بدء المعركة مع داعش في القلمون والسلسلة الشرقية. وأكدّ في كلمة خلال المؤتمر الثاني للتجديد والإجتهاد الفكري عند الامام السيد علي الخامنئي، علي مواصلة هذه المعركة وقال: 'انّنا مصممون علي إنهاء هذا الوجود الارهابي التكفيري عند حدودنا، مهما غلت التضحيات، ونؤكد اننا لن نقبل بعد اليوم الوجود التكفيري علي مقربة من قرانا ونؤكد ان الهزيمة ستلحق بالارهاببين، والمسألة مسألة وقت فقط'. وأضاف: 'في الأيام الماضية حاولت داعش الاعتداء علينا في محاولة لتحقيق انجاز معنوي ضدنا والتوسع في منطقة القاع أو رأس بعلبك، والاخوة المقاومون أوقعوا عشرات المسلحين من داعش قتلي وجرحي، وعادوا مهزومين خائبين'، وأشار إلي الانجازات 'الكبيرة التي حصلت مؤخراً في القلمون، فالقمم والجبال الحاكمة في تلك المنطقة أصبحت في قبضة الجيش السوري ورجال المقاومة'. وفي جرود عرسال، لفت إلي أنّه 'حصل تقدم كبير ولقيت 'جبهة النصرة' هزيمة كبيرة، أمّا التطور المهم هو أنّ المعركة مع 'داعش' بدأت، وبالنسبة إلينا أن تبدأنا جماعة بالقتال أفضل من أن نبدأها نحن'. والمعركة التي يخوضها حزب الله في مواجهة 'داعش' جذبت طيفاً من التيارات السياسية المختلفة للمشاركة دفاعاً عن الوجود، لكن هذه البداية قد تتحول إلي ظاهرة عامة. مشاركة مجموعات يسارية وقومية إلي جانب حزب الله في مواجهة 'داعش' دفع إليها تهديد وجودها كما دفع مجموعة يمينية أخري علي أرض المعركة تختلف مع المقاومة اختلافاً جذرياً في المعتقد والخيارات السياسية. في هذا السبيل دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلي الدفاع عن البقاء في مواجهة تهديد حضارة المنطقة واستمرارية ثروة التعدد والتنوع الانسانية. فالاختلافات الأخري التي تفيض بها بلدان المنطقة، انقساما وتشرذما يمكن أن تخفت أو حتي تضمحل بين طيّات التصدي لأولوية الأولويات، والارتقاء من الحدية العصبية إلي القواسم المشتركة. علي هذا النحو تصدّت مختلف التيارات السياسية والفكرية لمواجهة الفاشية في اسبانيا حين هددت بالانتقال إلي أوروبا، وكان بين المتطوعين يساريون واشتراكيون وديمقراطيون، بل حتي مجموعات دينية وأخري أميركية للدفاع عن حقوق الانسان ولم تدافع كلها عن الجمهورية إنما دافعت عن استمرارية الحياة في مواجهة الفاشية. مشاركة مجموعات مختلفة من الطيف السياسي إلي جانب حزب الله في مواجهة 'داعش' تشير في هذا السياق إلي مسؤولية المقاومة الشعبية في مؤازرة الجيش حين تتجاوز المخاطر امكانيات وقدرات الجيوش والدول. لكن هذه البداية في لبنان يمكن أن تفتح أفق تطور المقاومة الشعبية علي مستوي بلدان المنطقة، وربما أبعد من ذلك كما شهد لبنان في بدايات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.