أكد السفير السعودي بالرباط، الدكتور عبد الرحمن الجديع، إن مشاركة المغرب في التحالف العربي الذي يستهدف الحوثيين في اليمن هي بمثابة ' مشاركة في الدم ' وتدل علي تضامن الأشقاء لخدمة القضايا العربية والإسلامية. وأعرب في تصريحات صحفية الليلة عن تعازيه للعاهل المغربي والحكومة المغربية والشّعب المغربي وأُسرة الشهيد الطيار ياسين بحتي'، الذي وصفه ب'شهيد الواجب'، مشددا علي أن التنسيق السعودي - المغربي في المواقف تجاه القضايا التي تؤثر علي الدول العربية، بما قد يهدد أمنها واستقرارها سيسهم في تطوير التضامن والعمل العربي المشترك وخدمة مصالح البلدين خاصة، والمصالح العربية العليا عموما. وأشار إلي ان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي قد أمر بمعاملة الشهيد المغربي ياسين بحتي معاملة الشهيد السعودي ماديا ومعنويا. وأوضح أن 'عاصفة الحزم' تمثل تحالفا عربيا اعتمادا علي مناشدة صريحة من الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي للوقوف في وجه الحركات الانفصالية والإرهابية التي تحاول تقويض الأمن والاستقرار والاستيلاء علي الشرعية المنتخبة في اليمن، وتهدد الأمن الوطني لليمن وكذلك المملكة ودول مجلس التعاون والأمن الإقليمي العربي. ولفت إلي ان هناك قوة إقليمية تدعم هذه الحركات الإرهابية وتسعي لبسط نفوذها وهيمنتها علي منطقة الشرق الأوسط عموما ولا تريد الخير لليمن أو للمملكة أو العرب، وبالتالي فإن 'عاصفة الحزم ' هي الفيصل ما بين أمة تقبل ما يملي عليها، إلي أمة تأخذ زمام المبادرة، وبالتالي تقف في وجه الداء والأعداء من خلال استعادة الشرعية للحكومة اليمنية الشقيقة. وشدد علي أن مواقف السعودية والمغرب في سياق 'عاصفة الحزم'، لا ترتبط بمسألة 'الاصطفاف الطائفي ' الذي تشهده بعض دول العالم العربي، فالهدف من 'عاصفة الحزم' هو استعادة الشرعية لنظام الحكم في اليمن والحفاظ علي أمن اليمن واستمرارية العمل العربي المشترك والوقوف بمواجهة أي انتهاكات أو اعتداءات ترتكبها القوي المعادية للعروبة والإسلام. ووصف زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الأخيرة للسعودية ولقاءه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز - خادم الحرمين الشريقين تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين المملكة والمغرب، والتي برهنت وتبرهن علي عمق الجذور التاريخية لهذه العلاقة الأخوية. ونوه بأن هذه الزيارة فتحت آفاقا جديدة في تعزيز العلاقات السعودية - المغربية القائمة، مؤكدا أن التنسيق السعودي - المغربي في المواقف تجاه القضايا التي تؤثر علي الدول العربية بشكل يهدد أمنها واستقرارها، سيسهم في تطوير التضامن العربي والعمل العربي المشترك وخدمة مصالح البلدين خاصة، والمصالح العربية العليا عموما. وجدد التأكيد أن الإرهاب والتطرف ظاهرتان دوليتان خطيرتان وتتجاوز أبعادهما المجتمعين المغربي والسعودي، وهناك تنسيق في الجهود بين البلدين والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تبادل المعلومات والخبرات لمقاومة هذه الفئات الضالة، وتشارك المملكةُ المغربَ في توجهاته نحو القضاء علي آفة العصر التي لا تعرف دينا ولا تفرق بين شعب وشعب، ألا وهي الإرهاب. وقال الدبلوماسي السعودي ' إن التجربة التي خاضتها كل من المملكة والمغرب من مواقف تحرص علي اجتثاث الفكر الضال إنما تعكس المبادئ الثابتة للبلدين في التخلص من هذه الآفة، والتي عاني منها الشعبان لمدة طويلة إلي أن تم حصارها والقضاء علي كثير من فئاتها '. ونوه بما أسماها ' السياسات الشمولية ' التي بذلتها المملكة علي مر السنين في مكافحة الإرهاب عبر إجراءات علي الصعيد الوطني مثل ' المناصحة ' الذي تقوده وزارة الداخلية السعودية بنجاح وأدي إلي نتائج إيجابية خصوصا وأنه مبني علي المواجهة الفكرية للإرهاب وبواعثه. ولفت إلي أن السعودية قامت بتشجيع تضامن الدول للتصدي لهذه الآفة عبر عقد المؤتمرات في المملكة وإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب برعاية الأممالمتحدة ودعمه ب '110' مليون دولار.