تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبحضور فضيلة وكيل الأزهر أ.دعباس شومان افتتحت اليوم الأحد 17 مايو الدورة التدريبية الأولي لتجديد الفكر والخطاب الديني في الجامع الأزهر الشريف. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر إن هذه اللقاءات المتعددة التي يقوم بها الأزهر الشريف بشكل متواصل تهدف إلي علاج إشكالية يتحدث عنها الكثير من الناس دون معرفة حقيقية، ألا وهي تجديد الخطاب الديني. وأكد شومان أن المسألة ليست جديدة فالتجديد لازمة من لوازم الشرع، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم 'إن الله يبعث علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها' [رواه أبو داوود]، ولكن يجب أن يعلم الناس ما التجديد، وما الذي يقبل التجديد، وما لا يقبله، وهل هناك حاجة حقيقية للتجديد أم لا؟، وهل التجديد معني به الأزهر فقط أم هناك مؤسسات أخري معنية به مثل وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي لتعديل المناهج، ووزارة الثقافة في كتبها المختلفة، وكذلك الإعلام الذي طالما يتحدث عن هذا التجديد، ووزارة الأوقاف للإشراف علي هذا التجديد، داعيًا الجميع إلي تحمل مسؤولياته لتحقيق هذا الهدف المنشود. وأضاف شومان أن الأزهر يقوم بدوره في هذا التجديد من خلال تجهيز مجموعة من الدعاة يجمعون بين العلم الشرعي الثابت منه والمتغير، علمًا بأن الثابت في الدين قليل مقارنة بالأمور المتغيرة، ولكن هذا الثابت غير قابل للتجديد، أما الأحكام التكليفية فهي مرنة للغاية بين المندوب والمكروه والحلال، وكل هذا في إطار الاجتهاد وهو ما يقوم به الأزهر بالفعل بطرق قد لا تعجب البعض، لكن هذا هو العلم الصحيح الذي يفرق بين النص الثابت والاجتهاد المتغير، ويعلم اللغة وحال العصر والناس والفقه وأموره المختلفة. وأشار وكيل الأزهر إلي أن الأزهر يسعي من خلال العديد من المؤتمرات والفعاليات وحركته المستمرة لتعديل المناهج لتجديد الفكر الإسلامي، معلنا عن بداية تدريس المناهج الجديدة من العام المقبل مع إعادة النظر فيها مرة كل ثلاثة سنوات لتجديدها. وتسعي الدورة التي تمتد لمدة شهرين لتجديد الفكر والخطاب الديني مع تحديد آلياته وأسسه، والتي يحاضر فيها كوكبة من علماء الأزهر الشريف علي رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور طه علواني أحد علماء الأزهر الشريف من دولة العراق الشقيق، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن الدورة عبارة عن مدارسة بين علماء الأزهر للوصول لصيغ مشتركة لتجديد الفكر والخطاب الديني لمواكبة العصر خاصة مع المستجدات التي تحيط بالعالم الإسلامي في العصر الحديث.