جاءت الاعتداءات الغادرة والانقلابية للميليشيات الحوثية باليمن لتؤكد لزعمائنا وشعوبنا العربية وللعالم أجمع، أن الأيادي التي تنشر الخراب والدمار في بلداننا واحدة وأن من يدبر ويخطط لها في كثير من دولنا واحدة، فالميليشيات المسلحة أصبحت تشبه المنهج المقرر علي كل المراحل والدليل انتشارها في أكثر من مكان لتؤدي الدور المنوط بها وهومحاربة الجيوش العربية للنيل منها ومن أمنها ونشر الفوضي والقتل والخراب والترويع والتهجير في ربوعها بهدف قلب نظم الحكم وإدخال الدين كوسيلة لنشر الفرقة والفتنة وترويج فكرة إقامة خلافة إسلامية ممتدة تعمل لصالح القضايا العالقة كقضية فلسطين وتغيير نظم الحكم في بلداننا العربية لتدين دولنا في النهاية إلي مفهوم الدولة الإسلامية الشيعية في إيران التي أعلنها الخميني أواخر سبعينات القرن الماضي، ومن يدقق فيما يقع من أحداث واعتداءات من جانب الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية المختلفة والمنبثقة من تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر وغيرها في البلدان العربية والإسلامية يكتشف بما لا يدع مجالا للشك بأنها أيادٍ واحدة لأنها تؤمن بفكر واحد وتمارس نهجا انقلابيا ودمويا وتكفيريا وظلاميا واحدا، كما يكتشف بأنها تستهدف في خرابها الأمة الإسلامية من خلال تطاولها علي العقيدة وعلي تراث تلك الأمة بما فيها علماؤها وتراثها الحضاري والإنساني والعقائدي والدليل تكفيرها لكتب التراث والكثير من مناهج العقيدة الإسلامية وتخريبها للأضرحة والمتاحف وغيرها من الكثير من المظاهر الحضارية والثقافية التي كانت تشكل واجهة تلك الأمة، إضافة إلي استحلالها دماء الطوائف والمذاهب الأخري وترويعها وتهجيرها للأبرياء وتخريبها للأمة بكل ما استطاعت من إجرام لا يقبله عقل ولا دين ولا منطق وبما لم تعرفه البشرية إلا من خلال بعض ممارسات الأقوام الضالة والغابرة، فما حدث ويحدث في مصر الآن منذ ثورة 25 يناير والثلاثين من يونيو يؤكد أن أيادي الغدر والإرهاب والفكر التكفيري بكل مظاهره وأهدافه واحدة بل ومشابهة لما حدث في مصر منذ ثلاثينات القرن الماضي، وهونفسه الحاصل في العراقوسوريا وليبيا ولبنانوغزة ومالي ونيجيريا ثم اليمن الآن، وهوما يؤكد علي أن طبيعة تلك التنظيمات وما تقوم به من غدر وإجرام في بلداننا واحد، وها هي الميليشيات والعصابات الإجرامية تسعي بمخططاتها وإجرامها للنيل من أمتنا العربية وتشويه ديننا الحنيف ومنها ما تقوم به ميليشيا حزب الله في لبنان وحماس في غزة وإخوانهم الإرهابيين في سيناء، وعصابات الحرس الثوري الإيراني في العراق، وداعش في سورياوالعراق وإخوانهم في ليبيا، ونظائرهم في أفريقيا، وما يقوم به الحوثيون ومن يقف وراءهم باليمن هؤلاء الذين يسعون إلي تحويل القبلة اليمنية من قبلة عربية وفق المخطط الكبير إلي قبلة إيرانية وهوأمر انكشف واتضح أمام مرأي العالم كله مما استوجب استيقاظ دولنا وقياداتنا لمواجهة تلك الأيادي الغادرة وهذا التدخل والمد الغاشم الذي يهدد بلداننا وديننا وأمننا القومي العربي من خلال العملية البطولية لطائرات التحالف العربي لاسترجاع الشرعية والأمن والأمان في اليمن لتكون تلك العملية بداية توحد وتكاتف عربي لاسترجاع كل البلدان العربية إلي حضنها العربي آمنة ومستقرة بعد تطهيرها من كل تلك الميليشيات والتنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها، وهوما ولد فكرة إنشاء قوة عسكرية عربية لمواجهة تلك التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة وهي في لحظة فارقة وهي لحظة بالفعل فاصلة في تاريخ أمتنا العربية جعلت القادة العرب في قمتهم الحالية يوقعون علي اتفاقية إنشاء تلك القوة العربية لمواجهة كل من يفكر في الاعتداء علي الأمة العربية أويحدث شرخا في وحدتها الدينية والسياسية والتاريخية والاجتماعية وكانت عملية عاصفة الحزم هي البداية والنواة الأصيلة لبناء الجيش العربي الذي لن يخشي كل معتد آثم مهما كانت قوته، وسوف تتمكن بلداننا قريبا من إعادة هذا التلاحم وقهر كل تلك الأيادي الغادرة قريبا.