أرجأ مجلس النواب اللبناني للمرة ال21 في جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مقررة اليوم الخميس، بسبب عدم اكتمال النصاب نظرا للإنقسام السياسي الحاد في البلاد. ويحاول مجلس النواب منذ عام عقد جلسات لانتخاب رئيس من دون نتيجة. وكانت جلسة الانتخاب الأولي عقدت في أبريل الماضي، قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو الماضي. وأعلنت رئاسة مجلس النواب الخميس، إرجاء جلسة انتخاب رئيس للجمهورية إلي أبريل المقبل لعدم اكتمال النصاب، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام. ويتطلب انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب '86 من أصل 128'، وهو ما لم يتحقق اليوم أو في الجلسات السابقة. وينقسم النواب بين مجموعتين أساسيتين: قوي 14 آذار المناهضة لحزب الله ودمشق والمدعومة من الغرب، والسعودية، وأبرز أركانها الزعيم السني سعد الحريري، والزعيم المسيحي الماروني سمير جعجع المرشح الي رئاسة الجمهورية، وقوي 8 آذار المدعومة من دمشق وطهران وأبرز اركانها، حزب الله الشيعي، والزعيم المسيحي الماروني ميشال عون، مرشح هذه المجموعة إلي الرئاسة. ولا تملك أي من الكتلتين النيابيتين الأغلبية المطلقة، وهناك كتلة ثالثة صغيرة في البرلمان مؤلفة من وسطيين ومستقلين. ويتغيب عن جلسات البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس كل من نواب حزب الله وحلفائه باستثناء كتلة التنمية والتحرير التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري. وتشترط هذه القوي 'التوافق مسبقا' علي رئيس قبل عقد الجلسة. وتعود رئاسة الجمهورية في لبنان إلي الطائفة المارونية. ومنذ انتهاء ولاية سليمان، تتولي الحكومة المؤلفة من ممثلين عن غالبية القوي السياسية ويرأسها تمام سلام 'سني'، مجتمعة، بموجب الدستور، صلاحيات الرئيس لحين انتخاب رئيس جديد. وتعرض لبنان لهزات أمنية متتالية ناتجة عن تداعيات النزاع في سوريا، ويستقبل حاليًا أكثر من 1, 2 مليون لاجئ سوري، وفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.