بث تنظيم داعش، الثلاثاء، شريط فيديو تضمن إعدام شخص قدم علي أنه عربي إسرائيلي متهم بالتجسس لصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية 'الموساد'، وتوعد فيه جهادي بالفرنسية بمهاجمة إسرائيل، فائلًا: 'عما قريب سترون جحافل الخلافة تدك دياركم وحصونكم وتحرر بيت المقدس'. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، تلك هي المرة الأولي التي يتبني فيها داعش، الذي ذبح عشرات الأشخاص وبث أشرطة فيديو مروعة صدمت الرأي العام العالمي، قتل عربي إسرائيلي. ويظهر في الشريط، الذي بلغت مدته نحو 10 دقائق وبث علي مواقع جهادية، شاب قدم علي أنه يدعي محمد سعيد إسماعيل مسلم، وقد ارتدي لباسًا برتقالي اللون، كما صور جواز سفره الإسرائيلي، وقال إنه أصبح عميلًا ل'الموساد' بعدما عرض عليه جاره اليهودي العمل لصالح الجهاز الاستخباراتي. وأوضح أن أبيه وشقيقه شجعوه علي العمل ل'الموساد' للحصول علي 'أموال كثيرة'، وبعدها قابل شخص يدعي إيلي، وقال إنه مسؤول عن الحواجز في الضفة الغربية، حيث طالبه بإمداد الاحتلال الإسرائيلي بما لديه من معلومات عن المطلوبين أمنيًا وأماكن السلاح، بالإضافة إلي تقديم أي معلومات عن أي أعمال هجومية تستهدف اليهود. وأشار إلي أنه كان يحصل علي راتب يصل قدره إلي 5 آلاف شيكل، مضيفًا: 'كل ما كانت المهمة كبيرة كل ما كانوا بيدفعوا أكثر'، لافتًا إلي أن الإسرائيليين شكروه علي مجهوده، وقابله شخص آخر اسمه 'ميرو' طالبه بالسفر إلي سوريا للتجسس علي تنظيم داعش. وواصل الشاب اعترافاته، قائلًا إنه سأل عن المقابل، الذي سيحصل عليه إذا سافر إلي سوريا وتجسس علي داعش، فكان الرد بأنه سيحصل علي معاش شهري وبيت فور عودته من هناك. وقال إن المطلوب منه هو معرفة مواقع الأسلحة والصواريخ ومقار داعش، بالإضافة لإمداد الموساد بكل المعلومات المتاحة عن الفلسطينيين، الذين انضموا للتنظيم. وأوضح أن الموساد طلب منه عدم إمدادهم بأي معلومات إلا بعد استقراره في سوريا داخل معكسرات داعش والحصول علي ما سماه 'الدورة الشرعية' حتي لا ينكشف أمره. ولفت إلي أنه سافر إلي تركيا ومن هناك تسلل إلي سوريا وجلس في إحدي المعسكرات مدة 13 يومًا، وبعدها قرر الاتصال بأبيه عبر الإنترنت لكن 'أميره' في داعش وبخه لخروجه دون إذنه وبدأ يشك في أمره، فخرج مرة ثانية ليحكي لأبيه ما حدث له، فاكتشف أمره عدد من المسؤولين عن حراسة الحدود في التنظيم، مضيفًا: 'الأمير قال إنني خالفت السمع والطاعة، واعتقلوني وبدأت التحقيقات واعترفت بأنني عميل'. واختتم الشاب اعترافاته بتوجيه رسالة إلي أبيه وأخيه، قائلًا: 'توبوا لله'، فيما خاطب من سماهم 'الجواسيس علي الدولة الإسلامية'، بقوله: 'آخرتهم يمسكوك ويتم الحرق'، في إشارة إلي رد فعل داعش. وبعد ذلك يظهر شخص يتحدث اللغة الفرنسية ويشير للأعمال الأخيرة، التي تعرض لها اليهود في فرنسا، ويتوعد إسرائيل، ثم يضيف أن 'أشبال الخلافة سيقتلون من أرسله الموساد الغبي'، وبعدها يقوم فتي صغير السن يرتدي ثيابًا عسكرية بقتل مسلم برصاصة في الرأس. وتظهر في الفيديو بعدها لائحة أسماء مع صور أشخاص وصفوا بأنهم جواسيس لإسرائيل، فيما ذكرت وكالة أنباء 'الأناضول' التركية أن سعيد والد مسلم رفض التعليق علي الحادثة. ونقلت 'الأناضول' عن مقرب من العائلة قوله إنه لا يوجد لدينا أي معلومات حتي اللحظة عن صحة ما ظهر في التسجيل. وحذر مختص في الشؤون الإسرائيلية، عماد أبوعواد، من تناقل أسماء أظهر الشريط أنهم عملاء يعملون في القدس تحدث عنهم مسلم باعتبارهم عملاء لإسرائيل. وأضاف أبوعواد، في تصريح ل'الأناضول': 'هذا الموضوع خطير للغاية ويجب التعاطي معه بحذر لما نعرفه عن سلوك التشويه، الذي يسلك في هذا الجانب من قبل الموساد أو لعدم معرفة داعش في أوضاع الفلسطينيين وعائلاتهم'. وكان والد مسلم نفي في فبراير الماضي أن يكون لابنه أو أي من أسرته له أي علاقة ب'الموساد'، وحينها قال أحمد سعيد مسلم، في اتصال هاتفي مع 'الأناضول': 'ما تم نشره عن ارتباط شقيقي محمد بجهاز الموساد غير صحيح علي الإطلاق، فلا علاقة له بهذا الجهاز'. وكان تنظيم 'داعش' نشر، فبراير الماضي، في العدد السابع من مجلته 'دابق' الناطقة بالإنجليزية، التي تداولها أنصار التنظيم علي شبكات التواصل الاجتماعي، ما قال إنها اعترافات ل'محمد مسلم'، 19 عامًا، من القدسالشرقية، يقر في مقابلة مطولة معه خلالها بالعمل لصالح جهاز الموساد معلنا توبته من ذلك.