تناول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال رده علي أسئلة الصحفيين المرافقين له، في أثناء عودته من زيارته الرسمية بالرياض التي استغرقت ثلاثة أيام، عددا من القضايا الهامة التي بحثها مع ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، معلنا موقفه من المشهد المصري الحالي. وذكر موقع 'هبرتورك' أن أردوغان أكد علي تعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا والسعودية، وأن لقائه بالملك السعودي شهد تقاربا في الآراء حول عدد من القضايا السياسية والأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية، ودراسة الملف الإيراني والعراقي والسوري والفلسطيني والليبي. وردا علي سؤال: 'ما مدي تأثير التقارب التركي السعودي علي المسألة المصرية؟'، أجاب الرئيس التركي قائلا: 'هذه المسألة ليست بالأمر المؤثر علي علاقاتنا. والعلاقات التركية السعودية ستشكل أرضية قوية للتغلب علي مشاكل الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، مثل المسألة السورية، إذ نتفق بشأن ضرورة تدريب المعارضة السورية المعتدلة وإقامة منطقة حظر جوي، في حين تعارضت الآراء بشأن المسألة المصرية'، مشددا علي أن الخلاف حول القضية المصرية يجب أن لا يؤثر علي العلاقات التركية السعودية. وأكد أردوغان أنه تطرق للحديث حول قيادات جماعة الإخوان، والأحكام القضائية الصادرة ضدهم، خلال لقائه بالملك السعودي، قائلا: 'خلال مباحثاتي مع نظيري السعودي تناولت الأوضاع الراهنة في مصر، وتطرقت إلي الأحكام القضائية المسيسة، وقرارات الإعدام الصادرة ضد قيادات إخوانية، وأنه تم اعتقال نحو 18 ألف من مؤيدي الرئيس السابق الحاصل علي نسبة 50% في الانتخابات الرئاسية، وصدور قرار بالإعدام ضد آلاف آخرين'. وأضاف الرئيس التركي أن 'السلطة المصرية تفرض الكثير من القيود علي الشعب، وفي حال عدم تخفيض تلك القيود فقد يحدث انفجار مجتمعي داخل مصر، وعندئذ لن نجد استقرارا ولا أمنا داخل مصر. وأن تركيا والسعودية ومصر، هي القوي المحورية الثلاثة الأهم بالمنطقة. وعلينا أن نعمل سويا من أجل سلام ورخاء المنطقة'. وحول سؤاله عن كون ملك السعودية قد حمل إليه رسالة من نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، أو التحدث عن الأزمة بين البلدين وضرورة المصالحة، أجاب أردوغان: 'لسنا في حاجة إلي شيء كهذا حاليا، فقد تبادلنا القلق بشأن الملف المصري، وأبدي الجانب السعودي موقفه من المصالحة مع مصر، ولكن دون إصرار علي الأمر'. وتابع أردوغان: 'مصر والسعودية وتركيا هم أهم ثلاث دول بالمنطقة، وهناك واجبات تقع علي عاتقنا جميعا لتحقيق السلام والرفاهية فيها.. ولو أن كل الدول أدركت ما يقع علي عاتقها من مهام لوصلنا لنتائج أفضل مما نحن عليه الآن بكثير'. ونفي أردوغان تأثر العلاقات التركية السعودية، بالتوتر الحادث في العلاقات الأولي مع مصر، قائلا: 'الأهم بالنسبة لنا هو تصعيد مستوي العلاقات التركية السعودية لأعلي مستوي وأزمتنا مع مصر ليس من المفترض أن تلقي بظلالها علي تلك العلاقات'. واختتم لقاءه بالتأكيد علي تشابه مواقف المملكة مع تركيا بالنسبة لأوضاع إيران والعراق وسوريا وفلسطين وليبيا، وهو ما يجعل خلافهما تجاه مصر لا يحدث تأثيرا يذكر علي العلاقات بينهما علي حد قوله.