نشرت صحيفة 'Cyprus Mail ' القبرصية مقالاً للدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية باللغة الانجليزية اكد فيه ان المسلمين قد صدموا بالحادث الارهابي الذي تعرضت له مجلة ' شارلي ابيدو' الفرنسية وأضاف مفتي الجمهورية في مقاله أن هذا الهجوم الإرهابي المروع هو انتهاك كامل للتعاليم والأعراف الإسلامية، وأن الجناة لا يمثلون بأي حال من الأحوال الدين الإسلامي أو المسلمين. وشدد مفتي الجمهورية علي أن الله سبحانه وتعالي أكد علي قدسية الحياة كمبدأ عالمي فقال: 'وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا'. واعتبر الإسلام القتل جريمة كبيرة يعاقب الله مرتكبها في الدنيا والآخرة، لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: 'إن أول ما يُحكم بين العباد في الدماء'، وهذا ما تؤكد عليه كافة التعاليم الإسلامية التي تنبذ العنف والإرهاب. وأشار فضيلته في مقاله إلي أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم هو منارة الرحمة وينبوع الحكمة ودليل الكمال لجميع المسلمين في طريقهم إلي الله سبحانه تعالي. وأضاف مفتي الجمهورية إنه من المفارقات اليوم أن المتعصبين والمتطرفين يقومون بلي دلالات الأحاديث النبوية الشريفة وتحريف مدلولها وتشويه الأفعال النبوية بما يتوافق وأفعالهم الخبيثة وفهمهم المريض الذي يتعارض مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية. وقال مفتي الجمهورية: 'إن هؤلاء المتطرفين قد أهانوا الإسلام بذبحهم للأبرياء وحرقهم للمدارس وقمعهم للنساء والأقليات الدينية، وانتهاك حقوق الإنسان بطريقة صارخة، حيث تجاهلوا الأفعال والأخلاق النبوية، وفشلوا في فهمها، والتي تسعي في نهاية المطاف إلي زيادة القرب من الله سبحانه وتعالي، ولن يكون ذلك إلا بالتخلق بالصفات الإلهية من الرحمة والشفقة والعطف والتعامل مع جميع البشر وفقًا لهذا المنهج'. ولفت مفتي الجمهورية في مقاله إلي أن النبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم تعرض مرارًا وتكرارًا لأسوأ معاملة من قِبل أعدائه، إلا أنه تجاهل هذه الإهانات باستمرار، ولم يسعَ للانتقام، بل سلك طريق المغفرة والرحمة والشفقة بالخلق أجمعين. وأضاف فصيلته: 'إن العالم في حاجة ماسة لمثل هذه الدروس المحمدية، التي تمثل التعاليم الأصيلة للقرآن ونبي الإسلام صلي الله عليه وآله وسلم'. وأكد علي أنه من المهم أن يفصل الناس- وخاصة في الغرب- بين هذه الرسائل النبيلة التي تمثل سماحة الإسلام، وبين تلك المشوهة التي أظهرها أولئك الجهلاء الذين ليس لديهم القدرة علي الفهم الديني الصحيح وتفسير القرآن أو التعلم من تاريخ الفكر الإسلامي. وقال مفتي الجمهورية: 'نحن في حاجة إلي فهم العوامل التي تؤدي إلي التطرف حتي نستطيع القضاء علي هذه الآفة، وحتي نستطيع أن نضع حدًّا لهذا الوضع الخطير الذي يدمر العالم'. وأضاف: من المؤسف أن نري ردود الفعل المتسرعة التي تلصق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين بعد دقائق معدودات من التقارير الإخبارية الأولي عن الحادث، وإلقاء اللوم بالكامل علي الإسلام بسبب أفعال هؤلاء المتطرفين التي يتبرأ منها الإسلام، لأن هذا ظلم واضح يخدم أغراضًا أخري. وأكد مفتي الجمهورية في مقاله أنه من المهم بالنسبة لنا في هذا الوقت أن نتحد جميعًا من أجل معالجة هذا الداء الفتاك والمروع بطريقة عادلة وعقلانية دون تشويه صورة المسلمين بدون سبب، لأن هذا الأمر لا يصب في مصلحة التعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد في المستقبل. واختتم مفتي الجمهورية مقاله بقوله: 'نحن اليوم في حاجة ماسة إلي أن يقوم رجال الدين والمؤسسات الدينية بواجبهم في مواجهة هذه التحديات والصعوبات من أجل تهيئة البيئة ونشر ثقافة السلام والتعايش بين الناس، وهو ما يحتاج جهد مشترك وتعاون دائم بين أفرد وقيادات مختلف الجماعات البشرية والثقافات والديانات المختلفة'.