ارتفعت إلي خمسة قتلي وعشرات الجرحي حصيلة المواجهات الجمعة بين قوات الأمن اليمنية ومتظاهرين يطالبون بإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح في مدينتي عدن وتعز جنوبي البلاد، في وقت شهدت العاصمة صنعاء اشتباكات بين محتجين ورجال أمن بزي مدني. وقالت مصادر طبية إن متظاهرا قتل بالرصاص في مدينة عدن بجنوب البلاد ليصبح رابع قتيل يسقط الجمعة لدي تفريق قوات الأمن مسيرات كانت تطالب بإسقاط النظام. كما سقط 11 جريحا في المواجهات، وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت الرصاص والقنابل المدمعة علي المحتجين. كما أقدم المتظاهرون علي إحراق مبني المجلس المحلي ومركز الشرطة في حي الشيخ عثمان، وأضرموا النار في عدد من السيارات. ونشرت السلطات مزيدا من قواتها في مداخل المدن، وشنت حملة اعتقالات في أوساط الناشطين. أما في تعز '256 كلم جنوب صنعاء' فقتل شخص وأصيب 87 آخرون عندما ألقي مجهولون قنبلة وسط مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف تنادي بتغيير نظام الحكم، وفق ما نقله مراسل الجزيرة نت في تعز إبراهيم القديمي. وأطلق المنظمون علي المسيرة "جمعة البداية" لتصعيد الاحتجاجات في مختلف المحافظات اليمنية، وانضم إلي المسيرة –التي دعا إليها تجمع شباب من أجل التغيير ارحل- شيوخ وأحزاب سياسية وأعضاء في المجلس المحلي وقيادات في أحزاب اللقاء المشترك المعارض. وفي السياق ذاته أصيب أربعة أشخاص في مدينة المكلا عاصمة حضرموت بجنوب اليمن في اشتباكات مع رجال الشرطة عقب صلاة الجمعة في المظاهرات التي دخلت يومها التاسع في مختلف المحافظات المدنية. أما في صنعاء فقد وقعت اشتباكات عنيفة بين محتجين يطالبون بتغيير نظام الحكم ورجال أمن بزي مدني كانوا يحملون صور الرئيس علي صالح مما أدي إلي إصابة أربعة أشخاص. وأفاد مراسل الجزيرة نت في صنعاء عبده عايش أن مؤيدي النظام مسلحون بعصي كهربائية وهري يقول المعارضون إنها تأتي من معسكرات الأمن، وأشار إلي أن شهود عيان لاحظوا أن سيارات تنقل هؤلاء الأشخاص إلي أماكن وجود المتظاهرين ليتم الاعتداء عليهم وتفريقهم. وقال المراسل إن قوات الأمن في صنعاء استخدمت قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا منادين بتغيير النظام. وأدان النائب في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم عن محافظة عدن عبد الباري دغيش استخدام العنف ضد المتظاهرين، وتأسف في حديث للجزيرة نت علي سقوط قتلي وجرحي برصاص قوات الأمن، وطالب ب"تقديم من ارتكبوا هذه الجرائم بحق المواطنين إلي المحاسبة والمحاكمة". صنعاء شهدت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس اليمني 'رويترز' ومن جهته حيا النائب الإصلاحي إنصاف مايو في حديث للجزيرة نت من عدن ما أسماها "الهبة الشعبية"، كما أدان "استخدام العنف من قبل قوات الأمن تجاه المتظاهرين المسالمين"، وأبدي استغرابه "لإطلاق الرصاص الحي تجاه رؤوس وصدور المتظاهرين". ونقل المراسل عن شهود عيان تأكيدهم أن عناصر أمن بزي مدني اعتدوا كذلك علي الصحفيين والمصورين. ومن بين الصحفيين المعتدي عليهم مراسل شبكة "سي أن أن" الأميركية، وأحد مصوري قناة العربية ومدير مكتبها حمود منصر، الذي قال في حديث للجزيرة نت إن "الاعتداءات التي تستهدف الصحفيين تتم بطريقة منظمة". سياسيا صعد تكتل اللقاء المشترك المعارض من لهجته ضد الحكومة وحمل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح شخصيا مسؤولية ما وصفها بالجرائم ضد المتظاهرين قائلا إن هذه الاعتداءات لن تمر دون عقاب، بحسب ما نقله مراسل الجزيرة أحمد الشلفي. " اللقاء المشترك المعارض حمل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح شخصيا مسؤولية ما وصفها بالجرائم ضد المتظاهرين " وبدوره دافع عبد الحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم عن أداء الحكومة قائلا إن معظم المطالب تأخذ بعدا مناطقيا ولا تعكس بالضرورة خللا في تقسيم الثروة والسلطة. وأضاف في اتصال مع الجزيرة أن مثل هذه المطالب تجد لها صدي في المجتمعات المنغلقة وغير الديمقراطية وهذا ما لا يتوفر في اليمن، علي حد قوله. من جهة أخري شن الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد هجوما عنيفا علي نظام الرئيس علي عبد الله صالح لما وصفه بلجوئه إلي العنف في التصدي للمظاهرات السلمية في البلاد، ووصفه بنظام الاستبداد والفساد. ونقلت وكالة ونايتد برس إنترناشيونال عن ناصر محمد الذي يقيم في دمشق قوله "تابعنا باهتمام حالة الذعر والتخبط التي يعيشها نظام الاستبداد والفساد في صنعاء جراء الخروج الشبابي والطلابي المبارك في عدن والمكلا وصنعاء وتعز وغيرها من المدن". وأضاف أن "السلطة لجأت إلي الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين المسالمين ظنا منها أنها ستقضي علي روح المقاومة السلمية لنهج الضم والإلحاق والاحتلال والاستبداد".