كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي كلها ألقاب أطلقت علي السيدة أم كلثوم التي تعتبر أعظم مطربة في القرن العشرين، وعطاء أم كلثوم لم يكن في مجال الغناء فقط بل امتد للتبرع بعائدات حفلاتها لصالح الجيش المصري، وعرفت بوطنيتها وحبها الشديد لمصر. هي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي ولدت في 31 ديسمبر 1898 في قرية طماي الزهايرة التابعة لمحافظة الدقهلية، كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخوها خالد إبراهيم البلتاجي، وفي حدود سن العاشرة كانت قد أصبحت تغني أمام الجمهور في بيت شيخ البلد في قريتها. بدأت عملها كمطربة عام 1921 عندما غادر الي القاهرة لتستقر بها نهائيا، وقد غنت في حفلات كبار القوم, كما غنت في حفل حضرته كبار مطربات عصرها، وعلي رأسهم منيرة المهدية شخصيا والتي كانت تلقب بسلطانة الطرب. في عام 1928 تغني مونولوج 'إن كنت أسامح وأنسي الآسية', لتحقق الأسطوانة أعلي مبيعات وقتها علي الإطلاق ويدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، وهو نفس العام الذي لحنت فيه أم كلثوم أغنية 'علي عيني الهجر' بنفسها لنفسها، وقد عاشت 'ثومة' كما لقبها محبوها فترة ثورة 23 يوليو عام 1952 وفترة نكسة عام 1967، وغنت وأبدعت وثارت مع المصريين وشاركتهم أفراحهم وأحزانهم. بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر عام 1970 وتولي محمد أنور السادات لحكم مصر ظلت أم كلثوم في قدرها كمطربة أولي، الي أن سافرت إلي لندن للعلاج وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب أغنية بمناسبة نصر أكتوبر وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها حتي تغنيها في عيد النصر لكنها توفيت قبل أن تؤديها وكانت الأغنية مطلعها 'ياللي شبابك في جنود الله.. والحرب في قلوبهم صيام وصلاة'. في 22 يناير 1975 تصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم. في 3 فبراير 1975 في القاهرة تلف ملامح عدم التصديق وجوه الجميع.. تندمج اذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب في موجة واحدة لتعلن الحقيقة. ظهر يوسف السباعي في تمام السادسة مساء ليلقي النبأ, بينما وقف المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب دقيقة حدادا. أرسل الأمير عبد الله الفيصل هدية عبارة عن عدة ليترات من ماء زمزم وصلت مباشرة من الأراضي المقدسة كواجب أخير. كتبت صحيفة الأورو الفرنسية أنها مثلت للعرب ما مثلته اديث بياف للفرنسيين إلا أن عدد معجبيها أضعاف عدد معجبي اديث بياف، كما كتب بيجل كاربيير في صحفية الفيجارو أنه برغم أن الأوروبيين لم يفهموا الكلمات إلا أنها وصلت إلي روحهم مباشرة، وصحيفة التايمز تكتب أنها من رموز الوجدان العربي الخالدة، وصحيفة زيت دويتش سايتونج الألمانية كتبت أن مشاعر العرب اهتزت من المحيط إلي الخليج، الصحف العربية رددت النبأ في الصفحات الأولي بينما سيطر الوجوم علي العرب, كانوا يعرفون أنهم فقدوا آخر رابط حقيقي بينهم, لقد فقدت مصر هرمها الرابع, وفقد العالم العربي كوكبه المشرق لقد ماتت أم كلثوم، وقد تم تشيع جنازتها فكانت جنازة مهيبة جداً وتعد من أعظم 8 جنازة في العالم إذ بلغ عدد المشيعين أكثر من 4 مليون شخص.